حضور جماهيري كبير في افتتاح مهرجان سلام بجماعة أولاد إملول
فور تنمية
تعيش جماعة أولاد أملول بإقليم الرحامنة على إيقاع حدث ثقافي متميز، حيث انطلقت يوم الثلاثاء 2 شتنبر 2025 فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان “سلام” وسط أجواء احتفالية كبيرة وتفاعل واسع من مختلف مكونات الساكنة المحلية والزوار. هذا الحدث الذي أضحى تقليداً سنوياً ينتظره الجميع بشغف، انطلق بشعار يحمل دلالات عميقة: “حوار الثقافة والتراث.. رؤية مبتكرة للتنمية والاستثمار المجالي”.
الافتتاح الرسمي للمهرجان تم بحضور شخصيات وازنة من مختلف القطاعات، من بينها رئيس دائرة سيدي بوعثمان، قائد قيادة لبحيرة، البرلماني عبد اللطيف الزعيم، رئيس المجلس الإقليمي للرحامنة، وقادة الأجهزة الأمنية، إلى جانب رؤساء جماعات ترابية وفعاليات جمعوية وإعلامية، فضلاً عن جمهور غفير غصّت به فضاءات المهرجان.
وتُقام هذه التظاهرة الثقافية والفنية بدعم من عمالة إقليم الرحامنة، وبشراكة مع وزارة الثقافة والشباب والتواصل – قطاع الثقافة، والمجلس الإقليمي للرحامنة، وجماعة أولاد أملول، إضافة إلى عدد من الفاعلين الاقتصاديين، ما يعكس البعد الاستراتيجي لهذا الحدث الذي يرسخ مكانته كمحطة وطنية بارزة على أجندة المهرجانات التراثية المغربية.
الدورة الحالية عرفت نقلة نوعية سواء من حيث التنظيم أو جودة البرمجة. فقد حرص المنظمون، وعلى رأسهم رئيس الجماعة جمال مكماني، على تجويد الخدمات المقدمة للزوار، حيث تم توفير مدرجات مريحة للمتفرجين، مع تخصيص فضاءات منفصلة للنساء والرجال في احترام للخصوصية المجتمعية. كما تم إحداث “قرية ثقافية” جديدة، شكلت فضاءً غنيًا بالعروض الفكرية والتراثية، إلى جانب إعادة إحياء تقليد “ذبيحة المواسم” بما يحمله من رمزية اجتماعية وروحية متجذرة في الثقافة المغربية الأصيلة.
عشاق الفروسية التقليدية، كانوا على موعد مع عروض استثنائية لفن “التبوريدة”، حيث استُقدمت سربات من نخبة الفرسان على الصعيد الوطني، في مشاهد جسدت شجاعة الفارس المغربي وروح الفروسية التي ظلت حاضرة بقوة في الذاكرة الجماعية.
وفي ختام اليوم الأول، شهدت القرية الثقافية لحظة متميزة بلقاء أدبي مفتوح مع الكاتب المغربي عبد الكريم الجويطي، الذي قاد الحضور في رحلة عبر محطات من تجربته الإبداعية، كما وجه رسائل قوية حول التراجع الذي تعرفه البوادي المغربية في علاقتها بهويتها الثقافية وتراثها الأصيل، منبهاً إلى الحاجة الملحة لصون ذاكرة الأجداد وإعادة الاعتبار لثقافة المكان.