فور تنمية تضع مخرجات المائدة المستديرة حول موضوع : الفعل الثقافي ومشروع “أكشاك القراءة” رهن إشارة المسؤولين والرأي العام
فور تنمية
نظمت جريدة فور تنمية مائدة مستديرة، ناقش فيها ضيوفها الوضع الثقافي بابن جرير، في سياق إعلان عمالة الإقليم عن طلب إبداء اهتمام ب”أكشاك قرائية”، وقد تمخض عن النقاش خلاصات عديدة، لعل أهمها:• عدم حصر المتدخلين نقاشهم في نقطة “أكشاك القراءة”، ووضعها في سياق أعم، تعلق بواقع العمل الثقافي بالإقليم، حيث ظهر للمتدخلين أن هناك “ردة ثقافية” مع تسجيلهم لبعض المبادرات الطلائعية الواعدة، التي يمكن أن تشكل في حال مأسستها والدفع بها إلى الأمام فرصة لتطوير العمل الثقافي.
• غياب بنيات ثقافية، وتعثر الأشغال بالمركب الثقافي، ودعوتهم إلى التسريع من وتيرة إنجازه، وفقا لمواصفات جمالية وهندسية ومادية ترقى إلى مستوى انتظارات المهتمين.
• استحسان فكرة “أكشاك قرائية”، واستحسان وجود تفكير في الأمر من طرف جهة رسمية، إذ يمكن أن تشكل هذه الأكشاك “مكتبات قرب” مفيدة في تشجيع القراءة والإبداع، لكن وفقا لتصور شمولي لا يجعلها بديلا عن المؤسسات الثقافية الرسمية، وبرؤية واضحة حول شكل تدبيرها وتسييرها، صونا لها وضمانا لاستمراريتها.
• إجماعهم على الاستعجال في الإعلان عن “أكشاك للقراءة”، والذي ظهر جليا من خلال التشويش والارباك الذي خلفته قراءتهم ل”إعلان إبداء الاهتمام”، وتأكيدهم على ضرورة إشراك المجتمع المدني وعدم بخس جهوده، وخصوصا عندما يرتبط الأمر بالثقافة.
• إمكانية أن يشكل إجماع جميع الفعاليات والمهتمين والمتدخلين على القراءة كمدخل لرسم ملمح “الشخصية الثقافية” لمدينة ابن جرير، والتفكير في إحداث “ثورة قرائية” بالمدينة، من خلال بناء مشروع واضح ومتماسك بشأن الحقل الثقافي.
• الربط بين ارتباك التصور بشأن “أكشاك القراءة”، وغياب مشروع ثقافي واضح بالمدينة. والتأكيد على وجوب إعادة الأمور إلى سكتها الحقيقية، وعدم الاستعجال في تفويت هذه الأكشاك بسبب غياب ضمانات واضحة لاستمراريتها.
• تحفظ الجميع من مسألة ربط الثقافة بأي مشروع مدر للربح، لاعتبارات قانونية وأخلاقية بالأساس.
مقترحات عملية:
• مادامت “الأكشاك القرائية” مكتسبا وجب صونه، ومادامت هناك صعوبات عملية واضحة بشأن تدبيره وتسييره – مع حفظ ما بينهما من اختلاف وما يرتب على ذلك من نتائج- فيمكن الاستفادة من تجربة “قَيّمَيْن سَابِقَيْن” تابعين للمواد البشريةفي الجماعة الحضرية بابن جرير، للسهر على هذين “الكشكين” وتنظيم أمور الإعارة اليومية، والأوقات المناسبة للمطالعة، مع إشراك الجمعيات الثقافية المهتمة في بلورة تصور عملي وناجع للاستفادة الأمثل من هذه المبادرة.
• الاستعاضة عن تسمية “كشك” ب”فضاءات القراءة” (مكتبة الحديقة- مكتبتي- مكتبة القرب…)، والعمل على تجهيز وتهيئة الفضاء بما يلزم لضمان شروط القراءة المريحة(كراسي-طاولات-الوقاية من الشمس- تسهيل الولوجيات-مرافق صحية- لوحات إعلانات وإبداعات قرائية- وتكييف الفضاء مع مبادرات مصاحبة(الهواء الطلق-معارض-مراسم- مختبرات كتابة..)
• مواكبة الجمعيات الثقافية لهذه “الأكشاك” بأنشطة تسعف على تنشيط القراءة، مع ضرورة إشراك مديرية التعليم، والعمل الجماعي على إطلاق مسابقات متنوعة كتقليد قرائي، تكلل بحفل ختامي سنوي يتوج فيه أفضل القراء والكتاب من الناشئة والتلاميذ، وطبع إبداعاتهم في مجلة لتحفيزهم على القراءة(الكتاب المسموع- كتابة مقالات- قراءات في كتب-منافسة بين المؤسسات التعليمية- رفع تحدي 10 آلاف قارئ(أو أي رقم آخر) في السنة-قراءات جماعية- تكوينات في كيفية القراءة…إلخ). وبهذه الأنشطة يمكن المحافظة على حيوية الأكشاك واستمراريتها.
• الإعلان عن الأكشاك، لا يجب أن ينسينا الأساسي: تسريع وتيرة إنجاز المركب الثقافي وفقا للملاحظات المشار إليها سابقا، وإحداث بنيات ثقافية في المستوى، وجعل الثقافة في صلب اهتمام الجميع، وليست مجرد انشغال لحظي عابر، واقتراح إلحاق هذه الفضاءات فيما بعد بالمكتبة العمومية وفضاء الاستقبال المقرر إحداثهما مكان مقر الوقاية المدنية وما يحيط بها.
• اقتراح تنظيم يوم دراسي لتعميق النقاش، ودعوة جميع الفاعلين إلى أشغاله للإسهام في الارتقاء بالنقاش العمومي حول “المسألة الثقافية” مع احترام الجميع لاختصاصاتهم فلا يمكن لأحد أن يشغل مكان غيره(الفاعل الإداري- السياسي- الثقافي- الاقتصادي) والنأي بالثقافة عن الاحترابات والحسابات الضيقة، ويمكن استخلاص توصيات عملية في هذا اليوم تروم الارتقاء بالعمل الثقافي، بإحداث مشاريع ثقافية مندمجة، مع التزام الجميع بتنفيذها وفق جدول أعمال زمني محدد.