OCP

محمد الحنفي “آخر ممن لا زال يمشي من جيله واليسار في قلبه و الكتاب في يده”

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

عبد الكريم التابي

محمد الحنفي أيت عبد الله أو المختار، أو اختصارا السي الحنفي كما يعرفه تلامذته ذكورا و إناثا في ابن جرير التي استقر بها منذ بداية السبعينيات فيما أذكر، استاذا بالإعدادية المتعارف عليها ب “الكوليج”، هو واحد من الاساتذة الذين يصعب على اي تلميذ (ة) له أو زميل له في المؤسسات التي اشتغل بها ،أن يشطب على اسمه من ذاكرته، لما كان يتفرد به من خصائص ملازمة له، ويتمثل بعضها أو بالأحرى أهمها في كونه لم يكن يحترف مهنة التعليم لذاتها، بل كان يعتبر نفسه  ـ ولازال ـ حاملا لقضية مدخلها جعل الفصل الدراسي و المؤسسة عموما فضاء لإشاعة الحوار و السجال و الاختلاف حول عديد من القضايا التي تشغل بال التلاميذ.
ولعل انتسابه العضوي المبكر لليسار ممثلا في الاتحاد الوطني وبعده الاشتراكي ثم حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي الذي كان عضوا قياديا في كتابته الوطنية لفترة معينة، إضافة إلى ارتباطه الروحي بالكونفدرالية الديمقراطية للشغل منذ تأسيسيها، وارتباطه بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان، هو ما جعل منه واحدا إن لم يكن الوجه الوحيد من جيله الذي لازال   يمسك بالجمر، ويساهم في استمرار حمل مشعل اليسار بحضوره الدائم في الاجتماعات و التجمعات و الوقفات و المسيرات رغم تقدمه في السن و رغم الوعكات الصحية التي تلازمه، و التي لم تمنعه من الكتابة التي لا تنضب في عديد من المواقع المحلية و الوطنية.
تعرض للاعتقال والسجن  (صحبة الرفيق عبد الله أطلس) حينما دعا حزب الطليعة ميدانيا إلى مقاطعة الانتخابات التشريعية لسنة 1997، حيث حوكم بشهرين سجنا وتم توقيفه عن العمل لأكثر من عام. كما تمت إدانته والحكم عليه بالسجن الموقوف التنفيذ في أحداث ماي 1983، و تعرض محليا إلى كثير من الملاحقة و التضييق.
ترجع علاقتي بالأستاذ الحنفي إلى سنة 1974، لما كان أستاذا لي في مادة اللغة العربية للسنة الرابعة إعدادي صحبة عديد من الوجوه التي جاورته فيما بعد سواء في إطار الحزب و النقابة و الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ( عباس مصباح ـ عبد الله نجباح ـ عبد العالي بلقايد وآخرين كلمجيد تومرت….)
لا يخرج السي الحنفي من بيته دون أن يحمل محفظة أو كتابا أو مجلة، وتتكرر عاداته الصباحية و المسائية بغدو و رواح يجالس خلالهما كل من يصادفه بالموعد أو المصادفة، و لا تخلو جلساته من الجد الحاد أحيانا والممزوج بالدعابة و النكتة باللسانين العربي و الأمازيغي في غالب الأحيان.
مع المتمنيات للسي الحنفي بموفور الصحة و طول العمر، رفقة رفيقة عمره السيدة لطيفة التي لا تتخلف هي الأخرى عن حضور كل الأنشطة  والوقفات و المسيرات التي كانت تنظم بابن جرير.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.