تداعيات الموسم الفلاحي الضعيف ترخي ظلالها على أسواق الرحامنة الأسبوعية
عثمان احريكن
تشهد معظم أسواق إقليم الرحامنة في الآونة الأخيرة نموا ملحوظا في نسبة الركود. و تعتبر الأسواق الأسبوعية بالمنطقة موعدا للساكنة التي تقطن غالبيتها بالعالم القروي، موعدا أساسيا للتزود بحاجيات الحياة اليومية من مواد إستهلاكية و خضر و فواكه و ما تيسر من لحوم. إلا أن إقبال ساكنة المنطقة على التسوق / شراء ما ينقصها من تلك المواد بدء ينقص بشكل تدريجي في مقابل إرتفاع حجم العرض و تنوعه.
و في تصريح لهم، أكد لنا مجموعة من تجار الخضار و الفواكه بالتقسيط و كذا الجزارين صحة هذه الملاحظة، حيث تراجعت حسب أقوالهم قدرة المواطنين الشرائية رغم وفرة العرض و إنخفاض الأسعار، الأمر الذي ينعكس بشكل أوتوماتيكي على كل الأطراف المتدخلة في هذه المنظومة من منتجين و مزودين و تجار صغار، مما سيؤدي حتما إلى إنخفاض معدل الإنتاج و بالتالي تراجع الحاجة لليد العاملة و إرتفاع نسبة البطالة.
شيء طبيعي أن تعيش غالبية أسواق إقليمنا الفتي هذه الوضعية في ظل الموسم الفلاحي الشبه جاف في بعض الجماعات و الجاف جدا في معظمها، فالكل يعلم أن غالبية الفئة النشيطة من ساكنة الرحامنة البالغ تعدادهم 311457 حسب آخر إحصاء يعملون بالقطاع الفلاحي . و بما أن القطاع لازال تقليدا بشكل كبير ، حيث يعتمد غالبية فلاحي المنطقة كبار كانوا أو صغار على ما تجود به السماء من غيث ، فمن الطبيعي أن نحصل هذه النتائج السلبية التي لا تزيد المنطقة إلا فقرا و هشاشة.
و من ثمة بات على كل الفعاليات المتدخلة في هذا القطاع و على رأسها الوزارة الوصية، أن تفتح نقاشا مسئولا يروم وضع مخططات ناجعة، كفيلة بتطوير النمط الفلاحي بالمنطقة بل و تغييره. أجل لقد أضحى من اللازم على المسئولين بالإقليم العمل على تغيير النموذج الذي إختزل دور الفلاح الرحماني في تربية المواشي و الإعتماد على الزراعات البورية ، هذا النموذج الذي جعل المنطقة تحرم من حقها في الإستفادة من برامج كبيرة مهيكلة لذات القطاع رصدت لها إعتمادات مالية خيالية ، و ما كان نصيبها من ذلك سوى إغراقها بهكتارات من الصبار الذي بدور يسارع البقاء أمام عجز الدولة على إنقاض نبتة لطالما هلل لها بإعتبارها البديل الذي سينهي معاناة مربي المواشي.
حان الوقت إذن لفتح فضاءات للحوار المتعدد الأطراف حول ما يزخر به إقليمنا من مؤهلات طبيعية وجب إستثمارها، و ما تعانيه من مشاكل و صعوبات وجب تشخيصها و معرفة سبل تخطيها من أجل رسم معالم لمستقبل رحامنة خضراء تبشر الناضرين و تعول المحتاجين.