عمال “الموقف”: في انتظار الذي يأتي أولا يأتي!
عادل الكاتب
يعرف المجتمع المغربي على غرار باقي المجتمعات الأخرى، طبقية و تناقضات صارخة، بعض أشخاص يتنفسون في النعيم و شعب يرزح تحت و طأة الشقاء و الجحيم، فئة تنعم بالعيش الرغيد، و فئات مطحونة مسحوقة مرمية على الهامش.
هذه التناقضات و الطبقيات الصارخة أفرزت لنا أصنافا تحسب زورا و زيفا على الوجود الانساني، نحشر في زمرتهم”الشحادون و الزبالون و بائعوا اللاشيء” و فئة أخرى استفحل بروزها و وجودها و استفحلت معاناتها القاتلة، و هي “فئة المواقفية” هذه الفئة تعتمد على جهدها و سواعدها في توفير مؤونة الحياة لها و لابنائها، مقر عملها هو “الموقف” و الموقف مكان عام و شاسع تقصد مختلف الفئات العمرية و طبعا أغلبها من الشريحة المسحوقة من المجتمع، فتجدهم شيبا و شبابا، رجالا و نساء، اتخذوا من مكان عمومي موئلا لجلب “القوت” و ملاذا لعرض اختصاصاتهم و تخصصاتهم علها تجد زبونا “قلما يأتي” محتاجا لخدمة أو لشخص يبحث عن عامل بغية أداء عمل معين.
عمال الموقف “المواقفية” تنطلق معاناتهم من الهجير حتى ما بعد مغيب الشمس، و ما زالت الفئة تتناسل فاختلط أبناء القرى مع أبناء المدن في العمل أو في المعاناة، صدق من قال: ساءت حياة كلها تعب.
بيد انه رغم هذه المعاناة و هذا التهميش و الإقصاء الممنهج أو غير الممنهج على هذه الشريحة الاجتماعية، إلا أن قيمتها تسمو و رفعتها تكبر في أعين الموطنين كلفا بمقولة ألفرد دي موسيه” لا شيء يجعلنا عظماء غير ألم عظيم”.