فور تنمية : اقتراح وترجمة منير الحجوجي
نعوم شومسكي Noam Chomsky واحد من أخر الكبار ممن لازالوا على قيد الحياة. انه من الذين كلما ازدادوا في العمر كلما ازدادوا راديكالية. لنتابع طرحه للخروج من رأسمالية التدمير المنظم للأرض.
جافيير ساطنس: بروفيسور شومسكي، شكرا جزيلا لتخصيصك بعضا من وقتك للنقاش حول مواضيع الإيكولوجيا والأناركيا. انه لشرف حقيقي أن تكون لي فرصة اجراء هذا الحوار معك. وقبل الدخول في صلب الموضوع، أود أولا أن أطرح عليك سؤالا حول الإيتيقا والتضامن. هل تعتقد أن المقولة التي طورها ايمانويل كانط، والتي تتمثل في القول بأنه يجب دراسة الانسانية كغاية في ذاتها، أثرت بشكل أو بأخر في الفكر الأناركي المضاد للسلطة؟.
نعوم شومسكي: بشكل غير مباشر نعم. في تصوري، تنحدر الأناركية بشكل طبيعي جدا من انشغالات أساسية لقرن الأنوار. ستقود التطورات اللاحقة نحو اللبرالية الكلاسيكية التي تم نسفها بدورها مع صعود الرأسمالية. لكني أعتقد أن الأناركية هي وريثة المثل التي تم تطويرها بأشكال متنوعة خلال قرن الأنوار، وتحديدا انطلاقا من نظرية كانط. تجسدت هذه المثل في مذهب اللبرالية الكلاسيكية قبل أن تتحطم فوق صخرة الرأسمالية وتتم استعادتها لاحقا من طرف حركات اليسار اللبرتاري[2]، وريثها الطبيعي. اذن، نعم، بمعنى ما، لكن الأمر هو أكبر من ذلك.
سؤال: وصفت البشرية بأنها تقع تحت تهديد النزوعات التدميرية لصاحبها المجتمع الرأسمالي- أو ما سميته “ديموقراطيات الرأسمال الموجود فعليا” (ملاحظة المحاور: ديموقراطيات الرأسمال الموجود فعليا هي النسخة الساخرة من “الاشتراكية الفعلية” في الشرق تحت حكم بريجنيف). لقد ألححت، مؤخرا، على العنف الذي تمارسه المجتمعات الاستعمارية المهيمنة على العالم في حق البيئة، مثلما يشهد على ذلك استغلال الرمال الصخرية في كندا، والتصدير المكثف للفحم في أستراليا، و، بطبيعة الحال، التبذيرات الطاقية الهائلة في الولايات المتحدة. إنك على حق تماما وأتقاسم معك انزعاجك، كما شرحت ذلك في كتابي: الحياة في خطر: ثورة في وجه الكارثة المناخية La vie….، وهو الكتاب الذي يقدم الأزمة المناخية باعتبارها نتيجة للنمو الذي ترعاه الرأسمالية الافتراسية. هل يمكنك أن تشرح لنا كيف أن ديموقراطيات الرأسمال الموجود فعليا تهدد بشكل حقيقي التوازنات الإيكولوجية؟.
جواب: ان ديموقراطيات الرأسمال الموجود فعليا هي ديموقراطية رأسمالية موجودة حقا، نوع من رأسمالية الدولة، باقتصاد تحت قبضة الدولة، ولكنها دولة بنوع من الثقة في قوى السوق. هناك اذن تفاعل وثيق بين الطرفين: تخلق الدولة السوق من أجل قوى خاصة سرعان ما تحولت الى السيد الفعلي للدولة. إذا ما ألقيتم نظرة على الأسواق، ستجدون أنها تشبه كثيرا نوعا من دليل استخدام من أجل الانتحار. نقطة الى السطر. في أنساق السوق، لا تأخذ (بضم التاء) بعين الاعتبار ما يسميه الاقتصاديون البرمطرات الخارجية. مثلا، لنتصور أنكم تبيعون لي سيارة. المفروض في نسق السوق أن نهتم بمصالحنا الخاصة ونحاول بالتالي أن نحقق أفضل صفقة لأنفسنا. ولن نأخذ بعين الاعتبار ونحن نسعى وراء ذلك أثر هذا الأمر علي”نا”. فهذا لا يشكل جزءا من عملية داخل السوق. ومع ذلك، سنكون هنا أمام سيارة إضافية على الطريق وبالتالي أمام امكانية حوادث أكثر، وتلوثات أكبر، واختناقات مرورية أشد. بالنسبة للفرد، لن يتعلق الأمر بلا شك الا بارتفاع طفيف في هذه الاحتمالات. لكن هذا التأثير سيتسع نحو كل الساكنة. والأن، وإذا ما فحصنا تعاملات أخرى، فان البرمطرات الخارجية تأخذ أبعادا أهم. خذ مثلا الأزمة المالية. ان واحدا من أسبابها أن مجموعة “كولدمان ساكس” تقوم – في سياق الاحتياطات التي تتخذها وهي تقوم بتعاملات خطرة – بالتغطية على خسائرها المحتملة. لا تأخذ الشركة المعنية بعين الاعتبار الخطر النسقي، أي إمكانية أن ينهار النسق إذا ما فشلت واحدة من تعاملاتها الخطرة. لقد كان الأمر قاب قوسين أو أدنى من أن يحدث مع الشركة الضخمة “المجموعة الأمريكية الدولية/AIG” المتخصصة في التأمينات. وجدت الشركة نفسها متورطة في تعاملات كارثية لم يكن باستطاعتها تغطيتها حينها. كان النسق كله على شفا الانهيار، لكن الجهاز الدولتي بطبيعة الحال جاء لإنقاذه. تكمن مهمة الدولة في انقاذ الأغنياء والأٌقوياء وحمايتهم، حتى وان كان ذلك يخرق قواعد السوق، حتى وان قاد ذلك الى الدوس مباشرة على قواعد السوق. مبادئ السوق هي مبادئ موجهة أساسا للفقراء. قوى السوق لم تأخذ مأخذا جديا برمطر الخطر النسقي، وهو ما كان بإمكانه أن يهدد النسق بشكل متكرر لو لم يكن هناك تدخل القوة الدولتية. هناك وقع خارجي أخر، أكثر أهمية، هو تدمير الوسط البيئي. التدمير جاري على قدم وساق وأنتم لا تنتبهون الى هذا الأمر في تفاعلات السوق. خذوا مثلا الغاز الصخري. أنتم ببساطة لا تأخذون بعين الاعتبار كون حفدتكم قد لا يستطيعون البقاء على قيد الحياة بسببه، – وهذا هو الوقع الخارجي، البيئي. في الأخلاق الرأسمالية، يكون لأرباح الربع ساعة الموالية وزن أكبر من مصير حفدتكم – وبطبيعة الحال لا يتعلق الأمر فقط بحفدتكم، ولكن بحفدة كل الناس في العالم. والأن فان المجتمعات الاستعمارية مهمة جدا بالنظر لميولاتها نحو الصراع. هذه مجتمعات تختلف عن أغلب أشكال الامبريالية. في حالة الامبريالية التقليدية، مثلا البريطانيون في الهند، تم ارسال بيروقراطيين، اداريين، ضباط، الخ… لعين المكان، لكن البلد كان يسير من طرف هنود. الأمور تختلف في المجتمعات الاستعمارية: هنا تتم تصفية الساكنة الأصلية. اقرؤوا مثلا لجورج واشنطن، وهو ممثل رئيسي للمجتمع الاستعماري حيث نعيش. من وجهة نظره، وبتعبيره هو نفسه، كان لابد من “إخراج” شعب “الايروكوا”. انهم يوجدون على طريقنا. كانوا يشكلون حضارة متقدمة. في الواقع لقد وفروا بعضا من أسس النسق الدستوري الأمريكي، ولكن وبما أنهم كانوا يزعجون، كان لابد من “إخراجهم”. أما توماس جفرسون، الوجه الرئيسي الأخر للمجتمعات الاستعمارية فلقد قال: “ليس لنا من خيار غير تصفية الساكنة الأصلية، أي الهنود. لأنهم يهاجموننا. ولماذا يهاجموننا؟ لأننا نأخذ كل ما يملكونه. ولكن ولأننا نأخذ أرضهم ومواردهم ولأنهم يقاومون، علينا بإبادتهم”. ان هذا بالضبط ما حصل: إبادة هائلة في كل التراب الأمريكي تقريبا. هناك بعض بقايا الايروكوا لكنهم يعيشون في قلب أوضاع كارثية. نفس الشيء حصل في استراليا. في منطقة “تسمانيا” وقعت ابادة شبه تامة. في كندا لم ينجحوا تماما. هناك بعض بقايا ما نسميهم الأمم الأولى لا زالت تحيا على الهامش. هذه هي هوية المجتمعات الاستعمارية. هناك بعض بقايا الساكنة الأصلية، وواحدة من سمات المجتمع المعاصر، في كندا، في أمريكا اللاتينية، في استراليا، في الهند، في العالم كله أن المجتمعات الأصلية، ما نسميها القبائل أو الأبوريجين أو أي شيء أخر، هي التي تحاول أن تمنع السباق نحو التدمير. في كل مكان هذه المجتمعات هي التي تقود المعارضة في وجه السباق نحو التدمير. في بلدان تضم ساكنة أصلية مهمة، كما هو الحال في الإكوادور وبوليفيا، يصوغ الناس قوانين من أجل الطبيعة، وهو ما سخرت منه نوعا ما الدول الغنية والقوية لكنه فتح باب الأمل لتأمين بقاء الكوكب. مثلا اقترح الإكوادور على أوروبا أن يترك البترول في مكانه، في جوف الأرض، – نذكر بأن الإكوادور يتوفر على خزان معتبر- حتى وان شكل هذا الأمر خسارة، بل خسارة هائلة للإكوادور على مستوى التنمية. تمثل الطلب في أن يمنح الأوروبيون للإكوادور تعويضا عن الخسارة. تعويضا طفيفا. لكن الأوروبيين رفضوا. وهاهم الأن يستغلون البترول. وإذا ما ذهبتم الى جنوب كولومبيا ستقعون على شعب أصلي، هو شعب “كامبيسينوس”، شعب هجين من الأفروأمريكيين يناضل ضد التخريب الرهيب الذي يحدثه استغلال مناجم الذهب. نفس الشيء نعاينه في استراليا، حيث يقف الناس في وجه استغلال مناجم اليورانيوم…الخ.. في نفس الوقت، ان المجتمعات الاستعمارية، التي هي المجتمعات الأكثر تقدما والأكثر غنى، هي التي تنحو بشكل حثيث نحو تدمير البيئة. في خطاب لأوباما مثلا في “كوشنينغ” بولاية “أوكلاهوما” حيث وضعت مراكز تجمع فيها الطاقات الأحفورية من أجل التوزيع صرح الرئيس الأمريكي ـ أمام جمهور منافح عن الطاقات الأحفورية وتحت وابل من التصفيقات – بأنه خلال ولايته تم استخراج من الطاقات ما عادل ما استخرج في كل الولايات السابقة. قال بأن عدد مراكز استخراج البترول هي من الكثرة ما يجعلك تقع عليها أينما حللت بالولايات المتحدة. سنستفيد من 100 عام من الاستقلال الطاقي. سنكون نحن هم العربية السعودية للقرن 21. باختصار سنفتح الباب للكارثة. في نفس الوقت، يحاول من يتبقى من المجتمعات الأصلية أن يمنع السباق نحو الهاوية. اذن، على هذا المستوى، تكشف المجتمعات الاستعمارية بشكل واضح عن القوة التخريبية الهائلة للإمبريالية الأوروبية، وهذا بطبيعة الحال أمر يعنينا نحن وأستراليا الخ…هناك أيضا – لا أعرف ان كان بإمكاننا أن نسمي هذا سخرية – تلك الظاهرة الغريبة التي تعارض بين أفراد المجتمع الشامل، لنقل الأفراد الأكثر تقدما، الأكثر تثقيفا، الأكثر غنى، الذي (المجتمع) يحاول أن يدمرنا جميعا، والشعوب مثلما يقال “المتخلفة”، ما قبل التكنولوجية، التي تظل على الهامش وهي تحاول أن توقف السباق نحو الهاوية. لو كان هناك كائن فضائي يراقبنا لاعتقد أننا حمقى تماما. يجد هذا الحمق جذره في البنية المؤسساتية الأساسية للمجتمعات الاستعمارية. هكذا تعمل الأمور. الأمور محايثة للمؤسسات. هذا واحد من الأسباب التي ستجعل التغيير صعبا.
سؤال: في كتابك حرب نووية وكارثة بيئية Guerre…..(2013)[3] تقول بأن “على المجتمع في شموليته أن يتنظم من جديد بشكل يجعل من حماية “خيراتنا المشتركة” أولوية أساسية، كما كان الأمر في الغالب في المجتمعات التقليدية”، وتصل الى نتائج مماثلة في نص نشرته الصيف الفارط تبين فيه أهمية المجهودات التي لابد من بذلها لحماية حديقة “كيزي” في استانبول، وهي الحديقة التي تعتبرها جزءا لا يتجزأ من “صراع علينا أن ننخرط فيه جميعا، بحب وحزم، إذا ما أردنا أن نأمل في بقاء النوع البشري في عالم لم يعد فيه حدود”. كيف ترى إمكانية تحول اجتماعي شامل انطلاقا من تفويض السلطة للتنظيمات العمالية والمجموعات التشاركية، كما في النموذج الاقتصادي التشاركي مثلما نجده لدى باريكون (منظر أناركي مفصلي. المترجم)؟.
جواب: يتعلق الأمر باقتراح يروم صياغة شكل التحكم الديموقراطي في المؤسسات الشعبية – الاجتماعية، الاقتصادية، السياسية وغيرها. الأمر مدروس بشكل جيد ومفصل في النص بشكل تام. هل الأمور مدروسة ومفصلة بطريقة جيدة؟ لم يحن الوقت في الواقع للإدلاء برأي حاسم. أشعر بأنه علينا أن نقوم بالحد الأدنى من التجارب حتى نرى كيف يمكن أو كيف يجب للمجتمعات أن تشتغل. أحتفظ بشكوكي فيما يخص قدرتنا على أن نجعل من هذا الاقتراح مقدمة تعرض كل التفاصيل الخاصة بنوايانا. لكن من الواضح أنه يجب أخذ هذا الأمر بجدية مثله مثل الاقتراحات الأخرى. لكن أمرا بشكل خاص يظهر أنه شرط ضروري لكل حياة معقولة، – الى جانب حماية المحيط البيئي-، ويتعلق بالطريقة التي يتوجب على مجتمع أن يشتغل وفقها رفقة من يتخذون القرارات التي تخص المواضيع التي تهمه. لكن الأمر يتعلق أيضا بالحد الأدنى الضروري للبقاء على قيد الحياة بالنظر الى الحالة التي توجد عليها الأشياء. أقصد بذلك أن النوع البشري وصل الى نقطة فريدة في تاريخه – يكفي أن نلاحظ تدمير الأنواع، أنسوا النوع البشري.. ان تدمير الأنواع يتم بنفس الحجم الذي حدث به قبل 65 مليون سنة، عندما ولج نيزك ضخم الغلاف الجوي وارتطم بالأرض ومحى من الوجود الداينصورات وعددا كبيرا جدا من الأنواع.. – ما يسمى بالتدمير الشامل للأنواع. ان هذا بالذات ما يحدث مرة أخرى في هذه اللحظات، والبشر هم النيزك. اننا نوجد على اللائحة، لائحة التدمير، وليس بعيدا، في المراتب القريبة جدا.
سؤال: في خطاب سابق كنت قد أعدت اذاعته منذ أكثر من 20 سنة في فلم صناعة القبولLa fabrication…..، تصف تغول الأيديولوجيا الرأسمالية باعتباره (نتيجة) تحويل عالم الحي فوق كوكب الأرض من “مورد لانهائي” الى “قمامة لانهائية”. وكنت قد وضعت يدك في تلك الفترة على النزوع الرأسمالي نحو التدمير الشامل عندما تحدثت عن سيرورة انهاء المصير البشري إذا ما لم يتم لجم الجنون الرأسمالي، عن إمكانية وصولنا الى “المرحلة الأخيرة من الوجود البشري”. تشكل أفكار الهيمنة على العالم أو إنقاذ الكوكب …… L’hégémonie(2010) استمرارا لأفكار أمال واستشرافات Espoirs……(2003). تصرح بأن ما يهدد فرص البقاء في شروط لائقة عامل خارجي رئيسي توجد وراءه مرة أخرى المجتمعات الاستعمارية. الى أي مدى تعتقد أن عودة حركات أناركية الى الساحة يمكنها أن تواجه بشكل ايجابي مثل هذه النزوعات المقلقة فعلا؟.
جواب: في نظري، تشكل الأناركية الشكل الأكثر تطورا للفكر السياسي. وكما سبق وأن قلت، تستمد الأناركية من الأنوار أفضل مثلها. فالمساهمات الرئيسية للبرالية الكلاسيكية هي ما يحمل ويدفع الفكر الأناركي نحو الأمام. يمثل باريكون أفضل تجسيد لما أقوله هنا – مع أنه لا يعتبر نفسه أناركيا، لكن هناك أخرون مثله. أعتقد اذن أن الحركة الأناركية، التي يمكن أن تكون قمة التطور الفكري للحضارة البشرية، يمكنها أن تلتحق بالمجتمعات الأصلية حتى لا تبقى هذه الأخيرة وحدها من تتحمل ثقل إخراج البشرية من جنونها. من المفروض أن تحدث العملية في قلب المجتمعات الأكثر غنى وقوة. في المجتمعات الغنية، القوية والمحظوظة من مثل مجتمعاتنا، – نحن كلنا محظوظون هنا -، الواجب أن نكون الأوائل على مستوى مبادرات الوقاية من الكوارث التي تدفعنا اليها مؤسساتنا الاجتماعية الخاصة. من البشع أن نلاحظ أن الأكثر فقرا، الأكثر اضطهادا في العالم هم من يحاولون إنقاذ النوع البشري وأنواع كثيرة أخرى من التدمير. علينا أن نلتحق بهم. هذا هو دور الحركة الأناركية.
[1] من الموقع TruthOut بتاريخ 3 أبريل سنة 2014. العنوان الأصلي للحوار هو: “الإيكولوجيا، الايتيقا والأناركيا”. من إصدارات شومسكي: Comprendre le pouvoir
[2] اللبرتاري هو الشخص الذي يطالب بالحرية في المجالات السياسية والاجتماعية بعيدا تماما عما تقوله أو تريده المؤسسات الرسمية.. (المترجم).
[3] خرج الكتاب لأول مرة سنة 2002.