قبيلة الرحامنة تتضامن مع الفرنسيين وتساهم بملايين الفرنكات لفائدة ضحايا الحرب العالمية الثانية
فور تنمية . بقلم ذ الباحث عبد الخالق مساعد
الحرب العالمية الثانية من أكثر الصراعات دموية في تاريخ البشرية ،استمرت من عام 1939 إلى عام 1945، دخلتها غالبية القوى العظمى من دول العالم في شكل تحالفين عسكريين متعارضين هما الحلفاء والمحور ، ولقد شارك في هذه الحرب بشكل مباشر أكثر من 100 مليون شخص من أكثر من 30 دولة ، وسخرت القوى العظمى كامل قدراتها الاقتصادية والصناعية والعلمية وجعلتها في خدمة المجهود الحربي .
وأودت هذه الحرب بحياة 70 إلى 85 مليون شخص معظمهم من المدنيين في الاتحاد السوفياتي والصين ، كما توفي عشرات الملايين من الناس خلال النزاع بسبب الإبادة الجماعية والموت المتعمد من المجاعة والمذابح والأمراض ،وكان لفرنسا الاستعمارية وامبراطوريتها ما وراء البحار،نصيبا كبيرا من هذه الخسائر: فقد بلغ عدد قتلاها من العسكريين :200000 قتيل .وعدد قتلاها من المدنيين بسبب الافعال العسكرية والجرائم ضد الانسانية 350,000 قتيل.
ولم تكن نتائج الحرب مقتصرة على الموتى فقط، بل خلفت العديد من الجرحى والأسرى والمتضررين من الأسلحة الكيميائية والذرية، والفقراء والمعوزين الذين فقدوا بيوتهم وموارد عيشهم ،ولتضميد جراحات الحرب استقبلت فرنسا معونات مادية تضامنية من مستعمراتها .
وقد نشرت جريدة لافيجي ماروكين بتاريخ 7 يوليوز 1944تحت عنوان :
“قبيلة الرحامنة تسلم شيكا بمبلغ مليون فرنك للتضامن والتعاون الفرنسي”
وجاء فيه:
“سلم العيادي قائد الرحامنة الى الجنيرال حاكم الجهة شيكا بمبلغ مليون فرنك بتاريخ 15 يونيو، يمثل هبة شخصية من القائد الى فرنسا ومن مجموعة من الاعيان.وبعد ان قدم الجنيرال كل الشكر،وضح ان هذه الهبة هي الاولى من نوعها في الجهة، وهي مبادرة تشرف عاليا قبيلة الرحامنة العربية ،وابرز ان هذا الشيك سيودع في حساب التضامن الفرنسي من اجل الحرية الذي تحت رعاية الرئاسة العليا للجينرال دوكول”.
1- لافيجي ماروكين
وبعد ثمانية اشهر نشرت جريدة لوكوريي دي ماروك بتاريخ 19 فبراير 1945،خبرا تحت عنوان:
“التفاتة كريمة من القائد العيادي وقبيلته”
الرباط،18فبراير:
القائد العيادي باسمه واسم قبيلته الرحامنة،زار سفير فرنسا المقيم العام المفوض لجمهورية فرنسا بالمغرب،ليسلمه شيكا بمبلغ مليون موجه الى السكان الفرنسيين ضحايا الحرب .
هذه الالتفاتة الكريمة جاءت بعد سابقاتها والتي لقيت صدى طيبا عند الفرنسيين ،واعتبروها شهادة على ارتباط القائد العيادي بفرنسا.
2- لوكوريي دي ماروك