“تخريب الممتلكات العامة في بنجرير: ظاهرة اجتماعية تطرح تساؤلات كثيرة “
فور تنمية
أصبحت ظاهرة تخريب الممتلكات العامة مشهدًا مألوفًا، في عدد من أحياء مدينة بنجرير من قبل مجموعات من الشبان والمراهقين الذين يتجولون في الظلام ويعيثون خرابًا في كل ما يصادفونه في طريقهم. مشاهد كسر المصابيح وإشعال النيران في حاويات القمامة تحولت إلى ظاهرة تُثير الكثير من التساؤلات حول أسبابها ودوافعها، والأهم من ذلك حول المسؤول عن ترك هؤلاء الشباب دون رقيب أو توجيه.
التعامل مع هذه الظاهرة يتطلب مقاربة شاملة تدمج بين الوعي والتأطير والتدخل الأمني عند الضرورة. الأسرة تبقى النقطة الأولى والأساسية في توجيه الأبناء نحو السلوك السليم، لكن لا يمكن للأسرة وحدها مواجهة هذا التحدي. يجب خلق بيئة تحتضن الشباب وتُبعدهم عن الشارع. كإنشاء ملاعب ومساحات ترفيهية في الأحياء الأكثر تضررًا يمكن أن يُشكل خطوة فعّالة. كذلك، يمكن للجمعيات المدنية أن تلعب دورًا في احتواء هذه الفئة من الشباب عبر أنشطة ترفيهية وتوعوية تُعيد بناء القيم لديهم.
ظاهرة الحيطيست في بنجرير ليست مجرد أزمة تخريب ممتلكات، بل هي إنذار اجتماعي يُحذر من خطر أكبر يتربص بجيل كامل قد يتحول من أمل للمستقبل إلى مصدر للمشاكل إن لم يجد من يحتويه ويوجه طاقاته. التحرك اليوم ضرورة مُلحة، ليس فقط لإنقاذ المدينة من مستقبل غامض، بل لإنقاذ هؤلاء الشباب أنفسهم من مستقبل مظلم.