بنجرير: جمعية حفدة سيدي محمد بن عزوز تبرز دور الزوايا في التنمية المستدامة
فور تنمية
احتضنت الخزانة الوسائطية بمدينة بنجرير، يوم السبت 28 دجنبر 2024، ندوة علمية نظمتها جمعية حفدة الولي الصالح سيدي محمد بن عزوز تحت عنوان: “الزوايا الصوفية والتراث اللامادي دعامة للتنمية المجالية”. جمعت الندوة نخبة من الباحثين والمختصين لمناقشة أدوار الزوايا والتراث اللامادي في تعزيز التنمية المستدامة والمحافظة على الهوية الثقافية.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد رئيس الجمعية، السيد زين الدين العزوزي، على أهمية صون التراث اللامادي للمنطقة، مشيرًا إلى جهود الجمعية في التنسيق مع الشركاء المحليين، مثل عمالة الرحامنة، والمجلس الإقليمي، والمجلس الجماعي لبنجرير، لتثمين هذا التراث وضمان استمراريته كعنصر فاعل في التنمية المجالية.
تميزت الندوة بمداخلات علمية سلطت الضوء على أبعاد متعددة من الموضوع. استعرض الأستاذ حسن العدوي أهمية احترام الأولياء والزوايا باعتبارهم نماذج للصلاح والتقوى، مشددًا على ضرورة الاعتقاد بأثرهم الإيجابي في المجتمع ضمن إطار الالتزام بالضوابط الشرعية.
من جهته، تحدث الأستاذ جمال مكماني عن دور الجماعات الترابية في الحفاظ على التراث المحلي، مبرزًا أهمية دمج هذا الموروث في سياسات التنمية المستدامة، مع إشراك الساكنة المحلية لضمان نجاح جهود الحماية والتثمين.
كما أشار الأستاذ عبد الخالق مساعيد إلى الأدوار التاريخية للزوايا في الرحامنة، حيث شكلت فضاءات للعلم والتصوف والإصلاح المجتمعي، مع امتداد تأثيرها عبر الأجيال في تعزيز القيم الروحية وحفظ الهوية الثقافية للإقليم.
أما الأستاذ مصطفى حمزة، فقد تناول أدوار الزوايا في تاريخ المغرب المعاصر، مبرزًا وظائفها الدينية والاجتماعية والسياسية، خاصة في دعم الاستقرار ومقاومة الاستعمار، مما جعلها عنصرًا محوريًا في تشكيل الهوية الوطنية.
وفي مداخلة محورية، استعرض الأستاذ خالد مصباح أهمية الحفاظ على التراث اللامادي كرافد أساسي للتنمية المجالية، مؤكدًا على ضرورة توثيق هذا التراث وتثمينه لإدماجه في التخطيط التنموي وضمان استدامته.
بدوره، قدم الأستاذ عز الدين ربيع قراءة فلسفية للتراث، مشددًا على ضرورة إعادة فهمه في سياق الحاضر، ليكون مصدرًا للتجديد الفكري وأداة لمواجهة التحديات الثقافية والفكرية الراهنة.
واختتمت الندوة بمداخلة الأستاذ الجيلالي لكتاتي، الذي تطرق إلى رهانات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى ضرورة تحديث وسائل التعليم والتواصل في الزوايا والمدارس العتيقة، لضمان الحفاظ على التراث وتكييفه مع متطلبات العصر الرقمي.
شهدت الندوة حضورًا مميزًا من الباحثين والمهتمين بالموضوع، حيث مثلت فضاءً للحوار حول دور الزوايا والتراث اللامادي كدعامة أساسية لتعزيز التنمية المجالية وضمان استدامة القيم الثقافية.