احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.
فور تنمية
في مستشفى الرحامنة الإقليمي، حيث تلتقي معاناة المرضى مع تضحيات العاملين في سبيل توفير بيئة صحية وآمنة، تقف عاملات النظافة في قلب هذه المنظومة، يواجهن تحديات كبيرة على مختلف الأصعدة. على الرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلنها يوميًا للحفاظ على نظافة المرافق الصحية وتعقيمها لضمان راحة المرضى والزوار، إلا أنهن يعانين من تجاهل مستمر لحقوقهن الأساسية.
أجورهن المتأخرة أصبحت جزءًا من معاناتهن اليومية. تتأخر المستحقات المالية في معظم الأحيان، ويجدن أنفسهن في مواجهة معاناة إضافية بسبب التأجيلات المستمرة. ومع الظروف الصعبة التي يواجهنها، تبقى العاملات تحت ضغط مستمر من أجل تلبية احتياجاتهن اليومية، بينما تتراكم التزاماتهن المالية التي يصعب الوفاء بها في غياب الأجر. السؤال الذي يطرح نفسه هنا: متى سيتم تسوية هذه الأوضاع؟
إلى جانب قضية الأجور، تعاني العاملات من مشكلة أخرى لا تقل خطورة؛ ألا وهي غياب التأمين الصحي. فالعاملات في هذا المجال الحساس غير مسجلات في نظام التغطية الصحية الإجبارية (AMO) بحسب تصريحاتهن ، مما يعرضهن لمخاطر صحية جمة. فهن يتعاملن مع بيئة مليئة بالبكتيريا والفيروسات، ويتعرضن لمخاطر العدوى، دون أن تكون لديهن أي حماية صحية تضمن حقوقهن في حال تعرضهن لأي إصابة أو مرض. في ظل هذا الوضع، تصبح حياتهن الصحية في خطر دائم، وأينما نظرنا نجد أن هذه الحقوق مغيبة ولا أحد يتحمل المسؤولية.
هذه المعاناة ليست جديدة، ولكنها تستمر عامًا بعد عام، في ظل تقاعس الجهات المعنية في حماية حقوق هذه الفئة العاملة التي لا تتوقف عن تقديم جهود مضنية في بيئة عمل صعبة. الشركات المتعاقبة على تنظيف المستشفى مطالبة في دفتر التحملات بالوفاء بواجباتها تجاه العاملات، بما في ذلك دفع الأجور في مواعيدها والتسجيل في نظام التأمين الصحي. ولكن الواقع يبدو مختلفًا، إذ لا يتم احترام هذه الالتزامات، مما يطرح تساؤلات حول دور الجهات المختصة في متابعة الشركات المشرفة على هذه الخدمات.
مع استمرار هذه الوضعية المزرية، يتزايد القلق حول مستقبل حقوق العاملات في هذا القطاع. فهن يعانين من ضغط العمل وضيق الموارد، وفي الوقت نفسه يواجهن جفاء تامًا من حيث ضمان حقوقهن القانونية والصحية. فهل ستستمر هذه المعاناة أم ستتدخل الجهات المعنية لتسوية هذه القضايا المعلقة؟ يبقى السؤال مطروحًا، والعاملات في انتظار الإجابة التي لم تَأْتِ بعد.