آجي تفهم : سيناريوهات القاسم الانتخابي: بين الصحيحة والمعبر عنها والمسجلين
لفور تنمية: محمد خليفة متخصص في العمل البرلماني ومهتم بالعلوم السياسية والقانون الدستوري
بما أن القاسم الانتخابي أو الحاصل الانتخابي هو المعدل الذي على أساسه توزع المقاعد، فإنه يبقى مسألة تقنية محضة لرسم الخريطة السياسية داخل المؤسسسات المنتخبة، فهو مرتبط إذن بمسألة السيادة، التي يعبر عنها الشعب بطريقة غير مباشرة عبر ممثليه فيها، وذلك بالاقتراع الحر والنزيه والمنتظم، وبما أن المغرب في ظل نقاش بشأنه فإن الضرورة تفرض تسليط الضوء على الفرق بين هذه الدعوى وتلك، ومن المعلوم أن المغرب يعتمد قاسما انتخابيا على أساس الأصوات الصحيحة وقاعدة أكبر البواقي، وعتبة قدرها 3 بالمائة.
أول ما نبدأ به هو قول الفريق الأول الذي يود المحافظة على الأمر السائد، فنسلط الضوء تجريبيا على كيفية احتساب المقاعد بالقاسم الانتخابي على أساس الأصوات الصحيحة المعبر عنها (أي: دونما احتساب للملغاة والأوراق البيضاء و تصفية المتنازع حولها)، من خلال مثال تطبيقي:
لنفترض أن 7 لوائح تتبارى حول 3 مقاعد، فكانت الحصيلة، بعد طرح الأصوات الملغاة والبيضاء وتصفية المتنازع حولها من مجموع المصوتين، كالآتي:
– اللائحة 1- 26000 صوت.
– اللائحة 2- 9000 صوت
– اللائحة 3- 6000 صوت
– اللائحة 4- 18000 صوت
– اللائحة 5- 16000 صوت
– اللائحة 6- 1500 صوت
– اللائحة 7- 500 صوت
فلنفترض بأن العتبة هي 6 بالمائة من عدد الأصوات الصحيحة. فأول عملية نقوم بها هي ضبط عدد المصوتين تصويتا صحيحا:
وعليه، فبالإنطلاق من المثال فإن عدد الأصوات الصحيحة هو: 77000 صوت.
ثم نقوم بعده بضبط العتبة بما يلي: الأصوات الصحيحة × نسبة العتبة : 100 = العتبة، وذلك كما يلي:
77000×6÷100= 4620 صوت كعتبة
قبل التوزيع نعمل على إقصاء اللوائح المحصلة على أصوات دون العتبة، وتبعا له فبما أن اللائحتان 6 و7 حصلتا على أقل من 4620 يتم إقصاءهما.
وعليه نقوم بطرح مجمل عدد الأصوات التي أقصيت لوائحها من عدد الأصوات الصحيحة المعبر عنها، وذلك بما يلي:
1500+500= 2000 صوت
وذلك كما يلي: 77000-2000=75000
ولضبط القاسم الانتخابي نعمل بما يلي: حاصل عملية طرح مجمل عدد الأصوات التي أقصيت لوائحها من عدد الأصوات الصحيحة المعبر عنها ÷ عدد المقاعد = القاسم الانتخابي: وبذلك فإن القاسم الانتخابي هو:
75000÷3= 25000 صوت
ليبقى أخيرا احتساب المقاعد: مقعد لكل من تحصل على القاسم أو أكبر البقايا (الأقرب للقاسم عدديا) ، وعليه فإن السحب سيكون بين اللوائح:
1 – 2 – 3- 4- 5.
وبالتالي فإن:
– اللائحة 1= مقعد = البقية: 1000 لأنها حصلت على رقم القاسم الانتخابي تماما (25000 صوت)
– اللائحة 5= مقعد بأول أكبر بقية ب: 15000 صوت
– اللائحة 4= مقعد بثاني أكبر بقية ب: 10000 صوت
– اللائحة 2= 0 مقعد بما أنها حصلت على: 9000 صوت فقط.
– اللائحة 3= 0 مقعد بما أنها حصلت على: 6000 صوت فقط.
لكن في الحالة التي يحتسب فيها القاسم الانتخابي على أساس الأصوات المعبر عنها (الصحيحة والملغاة والبيضاء والمتنازع عليها)، وهو ما ضمنته جل الأحزاب في مذكراتها، اللهم إذا استثنينا حزب العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار الذي لم يدل بموقفه، فهل تكون النتائج كما سبق تبيانه أم ستتغير؟
لمعرفة ذلك، سنبقي الامور على حالها، لكننا سنضيف مثلا:
– 1000 صوت ملغى
– 3000 بيضاء
– 2000 متنازع بشأنها
بما مجموعه 6000 صوت
لذلك فإننا سنضيف العدد أعلاه للأصوات الصحيحة: فيصبح 83000
ولحساب القاسم الانتخابي:
83000÷3= 27666 صوت
وعليه فإن القاسم الانتخابي هو 27666 صوت:
وبالتالي تكون النتائج كما يلي:
– اللائحة 1- 26000 صوت (مقعد بأول أكبر بقية)
– اللائحة 2- 9000 صوت
– اللائحة 3- 6000 صوت
– اللائحة 4- 18000 صوت (مقعد بثاني أكبر بقية)
– اللائحة 5- 16000 صوت (مقعد بثالث أكبر بقية)
– اللائحة 6- 1500 صوت
– اللائحة 7- 500 صوت
غير أن المشروع الذي الذي صودق عليه بمجلس النواب، ودوفع عنه باستماتة، يتحدث عن القاسم الانتخابي على أساس المسجلين، لذلك فلنفترض أن عدد المسجلين هو 100000، وبما أن العتبة ألغيت فإننا لن نخرج أية لائحة
لنبقي على الرقم كما هو، وسيتضح أنه لا لائحة استطاعت أن تحصل على معدل القاسم.
لأن القاسم الانتخابي هو 100000:3= 33333 صوت، وعليه فاللائحة 1 هي التي ستحصل على مقعد بأكبر بقية وبعدها 4 ثم 5 مقعد لكل منهما.
وتجدر الإشارة حسب المشروع المصادق عليه أنه لا يمكن الإعلان عن فائز لم يحصل على خمس أصوات المقيدين باللوائح، في الحال الذي يكون مرشحا أو لائحة وحيدة.