OCP

” قشلة بن ڭرير “.. ملاذ البؤساء الساعين إلى الكفاف ولقمة العيش

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

فور تنمية

 

القشلة نهارا لا تهدأ… والقشلة ليلا لا تنام… والقشلة على مر السنة لا تستريح. لا تكاد تغمض جفنيها في الهزيع الأخير من الليل، حتى يوقظها صفير القطارات، ومحركات الشاحنات، وحافلات الأسواق الأسبوعية. وما إن تشرق الشمس حتى تعود إلى طبيعتها التي ألفتها. ورغم صغر مساحتها والإهمال الذي يشقق الجدران والأبواب والوجوه، فإنها واسعة القلب، تحضن اللاهثين وراء الثروة، وتأوي الغرباء الذين طوحت بهم الحروب من بلدانهم البعيدة، وتعانق البؤساء الساعين إلى الكفاف ولقمة العيش. لا شيء يتغير فيها أو منها. رغم أنها تفتح عينيها كل صباح على مختلف الجنسيات والأعراق؛ جزائريون، فرنسيون، يونانيون، إيطاليون، إسبان… تعبر طريقها جميع أنواع السيارات، وتمر في سمائها الطائرات العابرة للقارات. هكذا كتب لها أن تكون؛ تفتح أبوابها للجميع، وتقفل في وجهها تحولات الزمان، ورغم أنها لم تفتح ذراعيها في البداية إلا إلى طالبي الخبز من بين البسطاء، إلا أنها صارت أما تعانق الجميع، كما تعانق الشاف اسعيد وزهرة الآن.

من رواية ” قشلة ابن ڭرير ” للروائي محمد بوخار 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.