النقابات ومأزق الوحدة المفقودة.
لفور تنمية: ذ ادريس المغلشي.
يعيش الجسم النقابي في الآونة الأخيرة أسوأ أيامه، خصوصا بعد الوقوف على كثير من الملامح التي تؤشر على الضعف في ظل تحرك ساحة شديدة الإحتقان والتوثر من مختلف الفئات وفي ظل القمع الذي استفحل فشذ عن الأعراف والتقاليد وأصبحت همجيته تمس كل الحقوق لاسيما فى عمقها وبعدها الإنساني لقد أصبحت تجيده السلطة بل وتتفنن في ممارسته. لايشك متتبع أن الوضع الحالي إنما هو نتيجة حتمية لمقدمات سبقته من قبيل الضربات المتتالية التي تلقتها الأحزاب كشريك حتمي في الساحة حيث يعتبر جل المتتبعين قوته من قوة الهيئات الموازية. كثيرة هي التنازلات والتراجعات التي قدمت في الآونة الأخيرة دون أن نجد أجوبة عملية لانتظارات المواطن. بل هناك من ذهب لحد حالة الخيانة للميثاق الأخلاقي الذي يربط الجميع ويضمن تعزيزا للثقة بمؤشرات واضحة. إن التردي الذي تعيشه الساحة الآن وغياب آفاق العمل المشترك بين كل المكونات و وجود حسابات ضيقة تجعل من الفاعل الإجتماعي غير قادر على الخروج أو بالمعنى الأصح التحرر منها. إن افتقاد حس المبادرة من أجل الحفاظ على الرصيد النضالي للوقوف في وجه تغول السلطة وقد استطاعت ان تمعن في القمع أمام صورتين كلتاهما تمس بقدسية العمل النضالي النبيل والهادف والذي شكل على مر الزمن درعا واقيا للشغيلة وصونا لحقوقها وكرامتها .