OCP

تشيكيطو يكتب : مذنبون لأننا لم نستوعب بعد أننا صورة الاسلام لدى غير المسلمين

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

فور تنمية : عادل تشيكيطو 

 

لندع فرنسا وسياستها وملاحظاتنا حول تعاطيها مع الدين الاسلامي على وجه الخصوص، ولنضع أنفسنا أمام مرآة الحقيقة ونتساءل عن مجهودنا لتحسين صورة الاسلام أمام الغرب بشكل عام.

إننا مذنبون لأننا لم نستوعب بعد أننا صورة الاسلام لدى غير المسلمين… أخلاقنا تعكس ملامح الاسلام في فرنسا وبريطانيا وامريكا…، أنظمتنا وديمقراطيتنا وعدالتنا وجه الاسلام عندهم… طريقة مواجهتنا ومعالجتنا لموجة ازدراء الدين الإسلامي العنيفة، هي استفزاز لهم ودفعهم إلى التطرف في الإساءة لمحمد صلى الله عليه وسلم.
إذا كنا فعلا مسلمين نسير على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإننا اليوم نتعامى عن الاقتداء بسيرته، وهو الذي لم يكن يكتفي بالعفو والتفضل والبر مع الأفراد دون القبائل والجماعات، بل كان يُطْلِق عفوه هذا على أقوام كُثُر، وعلى مدن عظيمة بها المئات والآلاف ممن اعتدوا عليه، وتمادوا في إيذائه..
ولنا في سيرته مع قريش خير مثال، حيث رأى منهم ما لا يوصف من العنت والإيذاء.. آذوه في نفسه، وفي أصحابه.. آذوه جسديًّا ومعنويًّا.. لم يتركوه في مكة ولا في المدينة، وطاردوا أصحابه في كل مكان حتى تابعوهم في الحبشة، لكنه في كل مرة كانوا يمعنون خلالها في إيذائه، إلا تفوق عليهم بأخلاقه وبدعوة أصحابه إلى عدم مواجهتهم بالعنف، من جهة حتى لا ينفر الناس من دعوته ومن جهة أخرى لأن حشده كان ضعيفا أمامهم.
حالنا اليوم كذلك، وهذه حقيقة لا ينكرها إلا متعصب، نحن ضعفاء أمام الغرب ووسيلتنا الوحيدة للتفوق عليهم هي أن نقوَّم ذاتنا الفردية و الجماعية و أن نكون صورة الاسلام الذي جاء ليتمم مكارم الأخلاق…إسلام العدالة و الشورى ونصرة الحق ونبذ الظلم… إسلام كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.. إسلام “عدلت فنمت يا عمر”… و أن لا نجنح للعنف لأننا لسنا منه، ولا هو منا ولأنه ينقل صورة سيئة عنا.

حتى العنف اللفظي والمواجهة الاعلامية المتعصبة تنقل صورة سيئة عنا وعن الدين الاسلامي، لذا علينا أن نحذر لأننا قد نكون أكثر من يسيء إلى محمد صلى الله عليه وسلم.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.