OCP

الروائي المغربي لغتيري يكتب : كشك سي حسن جزء من الذاكرة البيضاوية.

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

لفور تنمية: مصطفى لغتيري

 تتميز الأمم المتحضرة باحتفائها برأسمالها الرمزي، الذي يتكون عموما من تشكيلات المجال الثقافي والفني والعمراني، لذا حين تطال يد العبث هذه الذاكرة تهب مكونات المجتمع المدني لحماية هذه الذاكرة، حتى تظل حية في الأذهان والقلوب، وتكون بذلك مفخرة للأجيال ومحفزة لها على المزيد من العطاء. في المدة الأخيرة تداول البيضاويون وخاصة المثقفين منهم خبر المضايقات التي يتعرض له سي حسن صاحب كشك محج الحسن الثاني، الذي يعد معلمة حضارية وذاكرة حية للدار البيضاء في بعدها الثقافي. فقلما تجد أستاذا أو محاميا أو قاضيا أو طالبا، أو مثقفا على العموم لم يستفد يوما من خدمات هذا الكشك وصاحبه. كما أن كثيرا من المؤلفين يعرضون كتبهم الجديدة التي عانت من سوء التوزيع في ذلك الكشك، الذي لايرد صاحبه أحدا خائبا، بل دائما يجد الابتسامة والقلب المفتوح في انتظاره. هذا الكشك المهدد بالزوال ليس مجرد كشك كباقي الأكشاك التجارية، بل إنه يختزل تاريخا ويرمز إلى بعد المدينة الحضاري، فكم من المثقفين مروا من هنا، وكم من العناوين الثقافية، من المغرب والمشرق ومن شتى بلدان المعمور، حطت الرحاب في ذلك المكان، وكم من الكتب وجدت لها حيزا رحبا هناك. واذا كنا نعيش للأسف في زمن أصبحت فيه الثقافة زائدة دودية يسعى الكثيرون لاستئصالها، فإن التعويل على المثقفين الذين لا تعدم المدينة لهم وجودا لحماية ما يمكن حمايته، أقصد هنا كل المثقفين الذين طالما شاهدتهم يطالعون الجديد من الجرائد والمجلات هناك بأريحية لا يجدونها في مكان آخر. أتمنى أن يهب كل من يستطيع حماية سي حسن وكشكه العامر، بما يستطيع سواء في المحاكم أو لدى مجلس المدينة أو لدى الولاية أو غيرها، المهم أن لا تفقد الدار البيضاء إحدى معالمها الثقافية البارزة.

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.