احتجاجات في المغرب على استضافة قناة رسمية لبرنار هنري ليفي للحديث عن جائحة كورونا
«القدس العربي»
طالب ناشطون مغاربة مناهضون للتطبيع المغربي مع الكيان الصهيوني، بفتح تحقيق في ملابسات استضافة قناة «ميدي 1 تي في» (رسمية) لـ «برنار هنري ليفي» الشخصية «الصهيونية» في أحد برامجها مساء السبت للحديث عن فيروس كورونا، وترتيب الجزاءات والمسؤولين عن هذه الخطوة «التطبيعية»، متهمين القناة بـ«العودة إلى عمالتها الصهيونية». ويستعد عدد من الهيئات والمنظمات الحزبية والحقوقية والنقابية والجمعوية لإصدار بيان يدين هذه الخطوة التطبيعية.
وقال المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، ان القناة استضافت برنار ليفي»أحد عتاة الصهيونية العالمية والأجهزة الاستخبارية الغربية المكلف بالمهام القذرة، وعراب الخراب».
أضاف بلاغ للمكتب التنفيذي للمرصد أرسل لـ«القدس العربي» أن الدور المشبوه لليفي «بين مراكش وطنجة ونشاطاته المريبة في المغرب أصبح من الاستحقاقات التي يجب أن توقظ الحذر واليقظة لدى الجميع، ومن مختلف المواقع».
واعتبر أن هذه الخطوة من قناة «ميدي 1» تأتي «بعد سابقة نعتها للشهيد الفلسطيني البطل عمر أبو ليلى بالإرهابي، على إثر «عملية سلفيت» التي قتل فيها اثنان من جيش الحرب الصهيوني الإرهابي، ورغم سحب القناة للخبر الفضيحة من موقعها وتعبير بعض مسؤوليها، شفاهيا، عن ندم وسذاجة الصحافي المبتدئ الذي كان وراء نشر الخبر يومها، بعد هذه السقطة، قبل سنة «تعود القناة لهرولتها التطبيعية».
وقال المرصد ان استضافة برنار ليفي «جريمة وفضيحة تطبيعية أخرى تنضاف لسجلها وتنضاف بذلك لصف الأوكار الصهيونية في إعلامنا في سياق هجمة اختراقية سجلت ذروتها خلال عيد الفطر، عندما أقامت قناة دوزيم سهرة على مدى 4 ساعات مع فرقة رئيس أوركسترا صهيوني بمعية المغنية الصهيونية المدعوة نطع الخيام بنمخلوف».
وقال المرصد المغربي لمناهضة التطبيع إن «إقدام ميدي 1 على استضافة مجرم الحرب، العميل الصهيوني برنار هنري ليڤي، يعد استخفافا بالتزامات المغرب وامتهانا واحتقارا لمواقف ومشاعر الشعب المغربي الذي يعتبر القضية الفلسطينية قضية وطنية وعبر عن ذلك في مسيراته المليونية تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودفاعا عن مقدساته».
وطالب المرصد المسؤولين بفتح تحقيق في معنى وملابسات هذا الاختراق وترتيب، الجزاءات عليه والمسؤولين عنه. ودعا كل القوى الحية في البلاد للتنديد بهذه الجريمة و بفضح كل العملاء في التنظيم السري الخطير «محبي إسرائيل في المغرب الكبير» الذي يتسلل منه هؤلاء المخربون الأخطر في العالم والذين يمثلون تهديدا جديا لأمن واستقرار بلدنا ووحدته الوطنية وتماسكه الاجتماعي» .
وقال عزيز اوهني نائب رئيس المرصد ان قناة ميدي 1 «الفرنكوـ مغربية» في طنجة تستضيف عراب الصهيونية الكبير الإرهابي تاجر الحروب «برنار هنري ليڤي» .. في نفس ذكرى احتلال القدس و هدم حارة المغاربة .. وهو المعروف بصهيونيته العقائدية الأرثوذكسية، متسائلا «من قال ان الشعب المغربي ينتظر من هذا المخرب الإرهابي الصهيوني، أن يأتي ليطلع علينا ويمنحنا شهادة النجاح في حرب كورونا؟».
وذكر اوهني بوصف القناة استشهاد عمر أبو ليلى بـ«مقتل الإرهابي» الشيء الذي احتفى به الناطق باسم جيش الاحتلال الصهيوني أفيخاي أدرعي، فانتفض المغاربة ضدها و اضطرت لسحب التغريدة من موقعها الرسمي. وقال «إنه القصف الصهيوني الإعلامي من قنوات مدعومة بالمال العام، وعلى تراب المغرب، وبوجه المغاربة… في ذكرى هدم حارتهم بالقدس».
وقالت جريدة «الصحيفة» ان إدارة شبكة «ميدي 1 تي في» لم تجد من طريقة أخرى لإماطة الأنظار عن مشاكلها الداخلية المتراكمة المالية منها والبشرية، إلا باستضافة المفكر الفرنسي الحامل للجنسية الإسرائيلية، برنار هنري ليفي، الرجل الذي يوصف بأنه «مهندس الفوضى» في العديد من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأحد أكبر داعمي الصهيونية المعاصرين. ونجحت ادارة الشبكة في إثارة الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول هذه الاستضافة، في الوقت الذي كانت الأنظار متجهة فيه إلى صراع المدير العام حسن خيار مع المئات من الصحافيين والمستخدمين نتيجة قراره إقفال مكتب القناة بالرباط وإغلاق المقر التاريخي للإذاعة في ذكراها الأربعين.
وأضافت الصحيفة أن فكرة استضافة هنري ليفي لا تخلو من غرابة، فالمفكر والصحافي المولود سنة 1948 في شمال الجزائر لأبوين يهوديين تمتد أصولهما لطائفة «السفارديم» المطرودة من الأندلس، معروف بمواقفه المثيرة للجدل، التي تدعم بشكل صريح الصهيونية وتمجد الجيش الإسرائيلي حتى في أبشع جرائمه ضد الإنسانية، وله تصريح شهير يصف فيه هذا الجيش بأنه «أكثر جيش في العالم أخلاقا وديمقراطية»، وذلك إبان عدوانه على قطاع غزة سنة 2010.
وقالت ان ليفي كان مرشحا ليصبح رئيسا لإسرائيل سنة 2011، وهو المساند الشرس لفكرة توسعها على كامل تراب فلسطين التاريخية، والداعم لعمليات تهويد القدس وتوحيدها تحت السلطة الإسرائيلية لتكون عاصمة للدولة اليهودية، بالإضافة إلى عدم اعترافه باحتلال أراضي الضفة الغربية والجولان، هذه الأخير التي سبق أن اعتبر أنها «أرض مقدسة».