OCP

الفلسفة علاجا والتدين العاقل اختيارا فلسفيا: لقاء ثقافي تفاعلي مع سعيد ناشيد ببنجرير…

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

ما معنى أن نتداوى بالفلسفة؟ وما الذي يعنيه “التدين العاقل”؟ وما الذي بإمكان الفلسفة أن تقدّمه للإنسان عموما؟ هل للفلسفة وأخبار “اغتيالها” تأتينا من كل حدب وصوب أن تقدّم شيئا ما لكائن أتعبته الحياة وأرهقت روحه؟ ألن يحول “التداوي” “الفلسفةَ” إلى خطاب كهنوتي وصفاتيّ مضجر؟
هي بعض الأسئلة التي استلقت على بساط المسامرة الفكرية التفاعلية، التي شهدتها مدينة ابن جرير، في إطار اتفاقية التعاون التي تجمع جمعية اتحاد أصدقاء الفلسفة وجمعية ابن خلدون للبحث والإبداع، والتي سبق أن افتتحت بمدينة قلعة السراغنة بندوة حول “سؤال المثقف”.
على امتداد ثلاث ساعات من المحاورة، فتح الأستاذان عبد الرحيم رجراحي وعبد الواحد ايت الزين النقاش مع الأستاذ سعيد ناشيد حول كتابيْه “دليل التدين العاقل” و”التداوي بالفلسفة” مع الانفتاح على موقع الكتابين ورهاناتهما في المسار التأليفي لصاحب “الحداثة والقرآن”، علاوة على ما يتيحانه من إمكانات لإعادة قراءة تاريخ الفلسفة قراءة مغايرة، تعيد سؤال الارتباط بين الفلسفة والحياة إلى دفاتر البحث الفلسفي.
منذ أفلاطون إلى باديو، ومرورا بمحطات فلسفية وضعت الذات في جملة اهتماماتها من حيث ربطها بالحياة والسعادة والفرح، حيث لا تكون الفلسفة مجرد “نصوص” وإنما تمارين لإقدار الناس على تملك أسباب وجودهم، والتخلص من الأهواء والانفعالات الحزينة وغيرها من “غرائز الانحطاط” التي يمكن أن تسطو على الذات فتخاصمها مع الحياة.
سعيد ناشيد، وفي سياق تفاعله مع الأسئلة المطروحة، جدّد التأكيد على وجوب التفكير في شكل التفكير، ف”نحن نكون كما نفكر” وبالتالي فإصلاح التفكير إصلاح للكينونة، ومن ثمة ضرورة الانتباه إلى الانكسارات الوجودية التي يعيشها “المسلم” اليوم، ورسوب “الدين” في تلبية حاجته إلى “الطمأنينة”، مستحضرا في هذا السياق العديد من الأمثلة التاريخية، خصوصا واقعة “بوئتيوس” في كتابه “عزاء الفلسفة” وطلبه العزاء من الفلسفة على الرغم من كونه لاهوتيا، مشيرا في هذا الباب إلى أعطاب “الفكر الديني” و”الفكر الفلسفي” على حد سواء، منفتحا في هذا الباب على ما يبدو أنه “الوظيفة المنسية” للفلسفة والتي تربطها ب “طب الحضارة”.
طب الحضارة يمر أساسا عبر التركيز على تنمية ثلاث قدرات أساسية حسب ناشيد: القدرة على التفكير، والقدرة على العيش (الحياة)، والقدرة على العيش المشترك، وهي القدرات التي يبدو أن الخطاب الديني يعاديها ويعمل على تحطيمها لدى الأفراد، أو إنه على الأقل لا يمكن التعويل عليه لتنميتها وتقويتها، لتكون الفلسفة هي الرهان النظري والعملي لإصلاح الدين أولا من خلال “تدين عاقل” يليق بالإنسان وينتشله مما هو فيه من انغلاق وانحطاط.
اختتم اللقاء بتقديم درع “الصداقة والحكمة” احتفاء ب”التداوي بالفلسفة”، قدّمهُ لسعيد ناشيد كل من الأستاذة خديجة كرومي رئيسة جمعية اتحاد أصدقاء الفلسفة، والأستاذ حسن الخلفاوي أمين مال جمعية ابن خلدون للبحث والإبداع.


 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.