فور تنمية تحاور إبراهيم الصغير الباحث الرحماني الذي يعتبر إيران الصفوية عدوته اللذوذة
لاشيء يشغل باله على شبكة النت غير مطاردة كل كتاب أو منشور أو شريط فيديو يشتم فيه رائحة التشيع ، هو إبراهيم الصغير أحد شباب الرحامنة المتدينين والذين اختاروا الاصطفاف كجنود مجندين بكل ما أوتوا من علم ديني ودنيوي لمواجهة التغلغل الشيعي في العالم العربي والمغرب .
إبراهيم الصغير الذي يعتبر دفاعه عن السنة هو دفاع عن الاسلام الصافي المنبع ؛ معتبرا أن من يهاجم أزواج النبي وصحابته لايمكن أن يكون إسلامه صحيحا، متهما ايران بالعمل على إبعاد أهل السنة البسطاء عن المحجة البيضاء باستغلال كل الوسائل المتاحة.
جريدة فور تنمية اقتربت من كاتب أعمدة الرأي في عدد من المنابر الوطنية والعربية إبراهيم الصغير إبن مدينة بنجرير والحاصل على الإجازة الأساسية، في شعبة الدراسات الإسلامية، من جامعة القاضي عياض كلية الآداب و العلوم الإنسانية بمراكش، وكان لها هذا الحوار مع الباحث في العقائد و الفرق و التفسير.
فور تنمية / ماهي دواعي اختيارك التصدي للشيعة في منطقة بعيدة كل البعد عن المشرق العربي؟
قبل الإجابة عن هذا السؤال، لابد من توضيح مهم، عندما أتحدث عن التشيع، فأنا أقصد المشروع السياسي الإيراني الذي يتخذ من التشيع غطاء و وسيلة لتحقيق أهدافه التوسعية، بخلط المذهبي بالسياسي عن طريق الانتقال بالتشيع من مفهومه الديني المذهبي إلى التطبيق السياسي عبر تطويع نظرية ولاية الفقيه، التي ساهمت في نقل إيران (المشروع و ليس الدولة) التشيع إلى إستراتيجية عالمية تستهدف الإسلام و المسلمين في مختلف أنحاء العالم.
تنفيذا لخطاب الخميني إبان ثورته سنة 1979، حيث قال:«سنعمل على تصدير ثورتنا-التشيع- إلى مختلف أنحاء العالم».
و من هنا و انطلاقا من كوننا أمة إسلامية واحدة من المشرق إلى المغرب، وجب علينا التصدي لكل الأخطار التي تهدد الأمن والسلم الاجتماعي للمجتمعات المسلمة، و تستهدف المساس بمقوماتها الدينية و الوطنية.
و ما بلدنا المغرب ببعيد عن المشروع الإيراني، فهو على قائمة الدول المستهدفة في شمال إفريقيا تحديدا، بعد التغلغل الشيعي الكبير في القارة السمراء.
فالمغرب أصبح يضم كتلة شيعية تتجاوز 8 آلاف متشيع و متشيعة، حسب بعض التقارير الخارجية، يشتغلون في شكل خلايا و جيوب موالية لإيران و قابلة للاستخدام و تنفيذ أي مخططات عدائية ضد بلدنا المغرب.
فور تنمية/ هل فعلا يشكل الفكر الشيعي خطرا على الفكر السني وإلى أي حد الدولة المغربية قادرة بمؤسساتها الدينية على حماية مذهبها التي اختارته؟
التشيع لا يشكل خطرا على المذهب السني أبدا، لأن هذا الأخير أصيل و هو الإسلام الذي جاء به نبينا محمد عليه الصلاة و السلام، بخلاف الثاني الحادث و المحدث في تاريخ الإسلام و المسلمين. بل يشكل خطرا على عامة الناس ممن يجهل بعض الأمور في المذهب السني و لا يعرف حقيقة الشيعة.
أما بخصوص الدولة المغربية فهي قادرة على حماية ما اختاره المغاربة منذ 14 قرنا، بمؤسساتها الدينية التي تعمل ليل نهار على تثبيت الانتماء الديني وترسيخ الإتباع السني المتّزن، و حماية الهوية الدينية للمجتمع المغربي السني المالكي.
فور تنمية / هل الباحثون المغاربة والعرب ينسقون فيما بينهم عبر فرق بحث لمواجهة التشيع و بيان خطره؟ ثم هل منطقة الرحامنة بمنأى عن تغلغل هذا الفكر؟
نعم، هناك تنسيق مهم بين العديد من الباحثين المغاربة و العرب، للتحذير من التشيع و بيان خطره على المجتمعات السنية، عن طريق التكتل في مراكز بحثية، و مؤسسات علمية، و ائتلافات، و جمعيات تعنى بالدفاع عن الصحابة و آل البيت.
أما بخصوص منطقة الرحامنة فهي بعيدة عن جغرافية التواجد الشيعي بالمغرب، الذي يتركز أساسا في مدن الشمال و بعض المدن الكبرى.
فور تنمية / هل أنت مع تنظيم المغرب لقاءات للتقريب بين المذهبين ؟
المغرب لن ينظم أصلا هذه اللقاءات، لأن99 في المائة من سكانه سنيون مالكيون، و هؤلاء أقلية تعمل ضد اختيارات المغاربة، و لأن هذه الدعوات لم تنجح في كثير من البلدان التي دعت إليها و احتضنتها بحسن نية.
و كيف نمد أيدينا إلى من يطعن في قرآننا، و يكفر صحابة نبينا، و يتهم أمنا بما برأها الله منه من فوق سبع سماوات…
فور تنمية / هل تفكرون كأبناء الرحامنة في تنظيم يوم دراسي حول التشيع بالمغرب؟
تزخر منطقة الرحامنة بالعديد من الطلبة و الأساتذة الباحثين في مختلف المجالات الفكرية و الثقافية، لكنهم ينشطون بشكل فردي، و يوم سينتظمون في مجموعات بحث و فرق عمل، حينها يمكننا التفكير في أيام دراسية و ندوات للتحذير من التشيع و التطرف، و غيرهما من الأفكار الهدامة التي تستهدف ديننا و أمننا.