OCP

بورتريه : عبد الواحد أيت الزين، فيلسوف الرحامنة

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

عبد الكريم التابي.
تقترن كنية أيت الزين في ابن جرير عند جيل الأولين بالأستاذ عبد الهادي أيت الزين صهر الفقيه السي عبد السلام صاحب دكان الملابس الذي يتوسط  الدكاكين التي يشغلها اليوم بائعو ومصلحو الهواتف ب( المارشي القديم ). كما أن الأستاذ عبد الهادي ـ الذي لا أدري مصيره اليوم، بعد أن لم أره منذ أكثر من ثلاثة عقود خلت ـ كان جارا لنا وواحدا من أصدقائنا المقربين في حي افريقيا.
إلا أن أيت الزين الذي نحن بصدد الحديث عنه اليوم باعتباره واحدا من الرموز العاقلة لنخبة ابن جرير، هو أستاذ الفلسفة عبد الواحد ابن شقيق الأستاذ عبد الهادي ( إن صحت معلوماتي ) توأم العشق والتوحد لأستاذة الفلسفة أيضا خديجة الكرومي، واللذان لا تجوز الصلاة على الفلسفة في غير حضرتهما.
هادئ الطبع، دمث الخلق، طيب السريرة، عاشق للحياة، نهم القراءة، غزير الاطلاع، طموح للترقي الفكري والمعرفي، غارق بلا كلل في “تسريح” قنوات التنوير المخنوقة بكل الأوهام والخرافات. لا يجد متعته واسترخاءه، إلا حينما يداعب الدرس الفلسفي في قسمه كفروة  ريم عذراء، أو حينما يدخل تلاميذ مؤسسة تعليمية في عوالم الفلسفة كلما استطاع إلى أي فضاء عمومي سبيلا في إطار جمعية اتحاد أصدقاء الفلسفة أو في غيرها من الإطارات الشبيهة.
يساري بالمقاصد والغايات حتى ولو لم يكن يساريا ببطاقة الانخراط. نقابي بنبل النقابة النبيلة وحقوقي بالوشائج الكونية لحقوق الإنسان في معانيها الواسعة. المهم أنه حاضر دوما في هذا المحيط الذي لا يتخلف عنه إلا للضرورات القصوى، أو إذا لمس في نفسه أنه في غنى عن أن يفقد عزيزا بسبب لحظة غضب عابرة.
سلس باذخ في لغته الشفهية التي تنساب من شفتيه كآيات محكمات في الملتقيات المحلية والوطنية، وسلس وباذخ في لغته المكتوبة التي يشذبها ويحسن تشذيبها ولا يترك لهامش الخطأ مجالا، وتلك من خصيلات من يحترمون قراءهم ومن يعطون للغة ما تستحق من التقدير.
لا ينحو في مشاريعه ورؤاه الفلسفية منحى أسيرا للفلسفة، بل يبحث عن الفلسفة في عقل التلميذ والمثقف والسياسي ورجل الدين والجمعوي والمهتم بالإعلام ومرتاد المسجد. وكان كلما التقاني إلا ويعلمني أنه بصدد التفكير في نشاط موسع تساهم فيه بعض الكوادر من اهتمامات مختلفة.
وعلى الرغم من أنه لم يسبق لي أن درست الفلسفة في مشواري الدراسي، إلا أنه كان لا يتردد في دعوتي للمساهمة في بعض الندوات واللقاءات التي سنحت لي بلقاء بعض الفعاليات المهتمة بالشأن الفلسفي بشكل خاص، أو المنشغلة بهموم التنوير بشكل عام، حتى أنه حين تعذر على الأستاذ أحمد عصيد الحضور لندوة عقدت بدار الشباب، شرفني بتلاوة الورقة التي أرسلها هذا الأخير.
عبد الواحد أيت الزين وبمعيته رفيقته خديجة الكرومي ومن يشاطرهما هم التنوير، لا يملون ولا يكلون من حرث أرض قاحلة جرداء، لأنهم متأكدون أن ما يقومون به يدخل في نطاق استصلاح الأرض بالطرق التكنولوجية الحديثة،حتى ولو كانت الأرض شبيهة بشبه جزيرة العرب .

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.