لهذا السبب تقدم الآخرون وتأخرت العاصمة التاريخية للرحامنة الصخور
عثمان احريكن
لطالما سمعنا عن قرب ترقية جماعة صخور الرحامنة من جماعة قروية إلى جماعة حضرية، إعتبارا لموقعها و تعداد سكانها و تاريخها حيث أنها من بين أقدم الجماعات نشأة بإقليمنا الفتي.لكن السؤال الذي يطرح نفس بإلحاح اليوم هو هل صخور الرحامنة مؤهلة فعلا لتصبح جماعة حضرية ؟
إن المهتم بالشأن المحلي بجماعة صخور الرحامنة يعرف جيدا أن مكمن ضعفها الأساسي يتمثل في كون مواردها المالية ضعيفة جدا بإعتبارها جماعة قروية مثلها مثل أي جماعة أخرى بالمنطقة ، في حين أنها مطالبة بتدبير مرافق و قطاعات بالمركز و كأنها جماعة حضرية، الأمر الذي يسبب خلل بل عجز في بعض الأحيان في ميزانيتها التي تستنفذ كل مواردها في التسيير مما يجعل الجماعة عاجزة على الإستثمار في مشاريع تنموية بمجال تدخلها. هذا بالإضافة إلى ضعف المجالس التي تعاقبت على تسييرها. مجالس تنخرها الأمية و يحكم توافقاتها منطق المصلحة الخاصة و ” كول و وكل راحنا معاك”. و لعل الحل الذي تعقد عليه آمال كل مكونات صخور الرحامنة لتنمية مداخيلها هو تحيين وضعيتها القانونية لتصبح جماعة حضرية. هذا الحل الذي أصبح مطلبا لفئات عريضة من ساكنة المنطقة و فعالياتها و أضحى يستمد شرعيته من مجموعة من المعطيات لعل أهمها الموقع و نسبة الساكنة المتزايدة بشكل مستمر و حتى أشغال “تأهيل المركز ” التي و على علاتها ساهمت في القضاء على مجموعة من مظاهر العشوائية و إضفاء ” لمسة التمدن ” على شوارعه و أزقته. زد على ذلك التقطيع الإنتخابي الذي إعتمدته الوزارة الوصية في الإنتخابات الحماعية الأخيرة و الذي أعطى إشارات بقرب ترقية صخور الرحامنة لمصاف بلديات إقليم الرحامنة.
فهل الموارد المالية فقط كفيلة بضمان تنمية صخور الرحامنة؟. قطعا لا، صخور الرحامنة في حاجة ماسة إلى تظافر مجهودات كل مكوناتها و فعالياتها من سلطة و مجلس منتخب و جمعيات المجتمع المدني و ساكنة ، و هذا هو ما تفتقده بلدتنا إلى حدود كتابة هذه الأسطر. بل إن أهم مكون في المنظوم التنموية يعاني من تصدعات كبيرة تقف دون بلوغ ما نصبوا إليه جميعا، فبعد تشكيله خرجت إلينا الأغلبية المسيرة للمجلس الجماعي بتصريحات و مواقف عبرت من خلالها عن رغبة حقيقية في العمل من أجل تنمية المنطقة و وضع قطيعة مع العهود البائدة بممارساتها و تجاوز ما خلفته من وهن و ضعف في مختلف القطاعات. و مع مرور الوقت بدأت الخلافات تطفو على السطح و بدأت أوجه الضعف تظهر للعيان، فقبل كل دورة من دورات المجلس العادية التي عقدها سابقا كنا نشهد تنافر مابين مكوناته يصل حتى التهديد بالمقاطعة ، و هو ما وقع في الدورة الأخيرة التي أجلت لمرتين بسبب مقاطعة 18 عضوا لأشغالها إحتجاجا على ما أسموه إنفراد الرئيس بإتخاد قرارات مهمة و عدم إحترامه لمقررات المجلس. الأمر الذي يؤكد و بشكل واضح و ملموس على ضعف هذا المجلس الذي لم يتمكن حتى اللحظة من صياغة برنامج عمل واضح المعالم يعكس توجهاته الإستراتيجية و يبلور برامج مكونات، التي رفعت إبان فترة الإنتخابات، إلى مشاريع حقيقية يراها المواطن على أرض الواقع.
إن ما يشهده المجلس الجماعي لجماعة صخور الرحامنة من صراع اليوم ليعتبر ظاهرة صحية و إن كانت مكلفة حيث تفوت على المنطقة مجموعة من الفرص و المبادرات الجادة الهادفة إلى تحقيق التنمية المنشودة، إلا أنها ساهمت في الكشف عن ما يروج في كواليس المؤسسة الساهرة على تدبير الشأن العام المحلي ، والتي بات من المؤكد أنها غير قادرة على الدفع بعجلة التغيير نحو الأفضل.