OCP

تفشي ظاهرة الانتحار يسائل إقبال المغاربة على العلاج النفسي

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

امال كنين هسبرس

بين الفينة والأخرى نسمع عن انتحار هنا أو هناك. تتعدد الأعمار ويختلف الجنس لكن القرار يبقى واحدا؛ وضع الشخص نقطة النهاية لحياته لهذا السبب أو ذاك. وهو ما جعل من الانتحار ظاهرة تنتشر أكثر فأكثر بالمغرب.

يقول هشام العفو، استشاري نفسي محلل للظواهر النفسية والاجتماعية: “إذا ما أردنا فعلا الغوص في أسباب هذه الظاهرة سنكون أمام أزمة استدلال علمي بسبب ضعف وضبابية الأرقام والدراسات، ثم تعقد العوامل المتدخلة في الظاهرة؛ لأن التعامل مع الانتحار كحدث عابر أو مجرد اختيار فردي كما هو سائد في مجتمعنا، هو تعبير يفتقد إلى المنطق والعلمية”.
وفي تصريح لهسبريس، أوضح العفو أن تراكم مشاعر الفشل والإحباط وتعزيز هذه الانفعالات من خلال الدوران في دائرة مفرغة يجعل الفرد حبيس أفكاره السلبية وتكرارها لتصبح قناعة واستدلال خاطئا، “تسقط الفرد في التركيز على المشاعر السلبية، منها تبخيس الذات ومحاولة الانتقام من الواقع الذي يعيشه بتعذيبها”، مستدلا بـ”شيمات معرفية خاطئة تتحول إلى قاعدة ذهنية تؤثر في الانفعالات الذاتية وصورة الذات”.
وتحدث الخبير عن مسألة تقبّل مفهوم العلاج النفسي قائلا إنها “ترتبط أولا بذهنية المغاربة وبنية تفكيرهم ومدى انفتاحهم على العلوم الحديثة، وتجاوز الأفكار الخرافية التي سادت لعصور، ثم تكسير متلازمة: أذهب عند طبيب أو معالج نفسي يعني أنني مريض نفسيا”، مضيفا: “هذا الاستدلال الاعتباطي الذي يقوم به الفرد المغربي ويعممه في خطاطاته الذهنية تنتج عنه أفكار خاطئة تقاوم أي تقدم وتطور لمسألة تقبل العلاج النفسي”.
ويرى العفو أنه “ما دمنا في صراع مع ثقافة وذهنية الضريح والولي الصالح…، فان هذه الثقافة تعتبر حائط صد أمام تطور فكرة الإقبال على العلاج النفسي”، مردفا: “لهذا فإن دور علماء النفس في المغرب والمختبرات السيكولوجية العلمية يتجاوز حدود الكتابة والتنظير، ويتطلب منهم الانفتاح على جميع القنوات التواصلية التي يمكن أن تساهم في تعميم الوعي أو الثقافة السيكولوجية”.
وأشار المتحدث إلى أن هذه الثقافة يجب أن تبدأ منذ دخول الطفل إلى المدرسة وتنمو معه كوعي أساسي لا ينفصل أبدا عن المعارف التي يتلقاها، موردا من جهة أخرى أن “دخول العلماء والباحثين غمار النقاش العمومي ودحض الأفكار الخرافية وتفنيدها قد يساهم أيضا في إقبال المغاربة على العلاج النفسي؛ لأن الأمر لا يرتبط بالدخول إلى عيادة وإنما بتقبل الفكرة ذهنيا”.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.