التقرير النّهائي حول “الدورة الرابعة لأيام إبداع التلميذ”، بثانوية الرحامنة التقنية التأهيلية.
من إنجاز: ذ. عبد الواحد ايت الزين
• مكان الدورة: ثانوية الرحامنة التقنية التأهيلية.
• زمان الدورة: 27/28/29 أبريل 2017.
• شعار الدورة: من أجل مدرسة مفعمة بالحياة.
• المتدخلون: تلامذة الثانوية وأساتذتها – مؤطرون ومهنيون – مهتمون
• الهدف العام: تمرين التلاميذ على تحمل مسؤولية السهر على التنظيم والتسيير المحكم للورشات والندوات، وإتاحة الفرصة لإعمال التفكير النقدي في مختلف المواضيع المطروحة للنقاش.
• المدعمون: جمعية آباء وأولياء التلاميذ (بعد رفض المجلس الحضري دعم الدورة، وتجاهله الرد على مراسلته المؤسسة في هذا الصدد).
• النقطة المضيئة للدورة الرابعة: التكامل بين المواد – نجاح التلاميذ في تدبير معظم فقرات وورشات الدورة. (10/10)
• النقطة المظلمة: لامبالاة الجماعة الحضرية تجاه مراسلة المؤسسة، وطلب دعم التظاهرة.(10/00).
1. أبرز لحظات اليوم الأول:
افتتحت ثانوية الرحامنة التقنية التأهيلية اليوم (الخميس 27 أبريل 2017)، الدورة الرابعة لأيام إبداع التلميذ، والتي تنظم تحت شعار “من أجل مدرسة مفعمة بالحياة”. الافتتاح كان مناسبة للتذكير بأهمية التمرن الجماعي على التفكير في إشكالات نظرية عميقة، وبخاصة لمّا يتعلّق الأمر بالناشئة، وتحفيزهم على إعداد وعرض تصوراتهم لبعض القضايا الجادة.
وقد أجمع المتدخلون في الجلسة الافتتاحية على وجاهة تربية الناشئة على الإسهام الثقافي والفكري، متحدثين عن تفرد ثانوية الرحامنة التقنية التأهيلية بمبادراتها الثقافية الجادة، والتحفيزات اللامشروطة من لدن أطرها الإدارية والتربوية، لإنجاح المسيرة الواعدة للمؤسسة. وهكذا عبّر السيد المدير الإقليمي، والسيد مدير الثانوية، والسيد رئيس جمعية آباء وأمهات التلاميذ، والسيد المتحدث باسم اللجنة التنظيمية، (عبروا جميعا) عن ترحيبهم بمثل هذه البادرة الإبداعية، التي قد تسعف على تحقيق الإصلاح المنشود للمنظومة التربوية، معبّرين عن حرصهم على دعمها وتشجيع الفاعلين فيها.
اليوم الأول، كان فرصة لطرح موضوع “الدولة” للنقاش والتداول، حيث عمل المتدخلون ( وهم التلاميذ: شيماء الحسيني، يسرى قدوري، حمزة اخرازن، عبد الله صديق، زينب الرحماني، أنس الهلالي، حمزة محوف، أميمة بنوية، والأساتذة: عبد المولى اعليوا، وامحمد بلفضيل، وعبد الحفيظ الحديوي، وعبد الواحد ايت الزين) على بسط العديد من المقاربات التي تناولت إشكالية الدولة، عاملين على التحري التاريخي والاصطلاحي والديني والاقتصادي والفلسفي للمفهوم.
استطاع المتدخلون الانفتاح على ما يثيره المفهوم من إشكالات والتباسات، من قبيل إشكالية “الدولة الحقوقية”، و”الدولة الدركي”، و”دولة الرفاه”، وما تطرحانه من أسئلة بصدد التدافع الموجود بين الاجتماعي والطبقي، علاوة على صلات مفهوم الدولة بالمرجعية الإسلامية النهضوية ذات الأفق العلماني من ناحية، والمرجعية التراثية ذات الأفق الديني من ناحية ثانية، مع الإشارة إلى الأصول التاريخية للدولة، واختلاف المقاربات بشأنها: كما هو حال التعاقديين، والماركسيين، والحداثيين…إلخ. ليتم فتح نقاش بصدد التباسات الدولة والسلطة، والدولة والمجتمع، ومسألة الشرعية، ثم الانتقال إلى فحص هذه الأرضية النظرية الموسعة، انطلاقا من التجربة السياسية في المغرب. وقد بدا أن الخلاصات التي خرجت بها الورشة، لا تخرج عن السياق الذي حكمها، والذي يرتبط باستعصاء المفهوم على اختزاله في نظرة بعينها، أو مقاربة أحادية الجانب، مع ضرورة التفكير فيه انطلاقا من أهميته في تحقيق “الرفاه الاجتماعي”، بالحرص على تنظيم العلاقات بين الأفراد، وضمان حقوقهم الأساسية، في إطار “الدولة الحديثة” المحكومة بمباديء: الحق والقانون والواجب، والحرية، والمساواة، والديموقراطية.
2. أبرز لحظات اليوم الثاني.
فتح فيه مجموعة من تلامذة الجذع المشترك التقني ( آية غياث – سعد الدمدوما – نورة التوزاني – زينب الفاضلي – ياسر منعاوي – لسان الدين مهدي – عبد الكبير زروال – يوسف بولزراك) بإشراف من النادي الفلسفي، نقاشا حول “الفلسفة والمتداول الرحماني”، حيث عمل المتدخلون على تحليل شريط استجوابي، سبق لهم إنجازه، مسائلين صورة الفلسفة في الشارع، ومنبّهين إلى تفاوت آراء الناس بشأنها، بتفاوت مستوياتهم الدراسية، وتجاربهم الذاتية، وميولاتهم الإيديولوجية.
كما قام بعض المتدخلين بإنجاز قراءة نقدية للشريط، بالتوقف عند 3 مستويات، هيمنت على الحوارات، وتتصل بعلاقة الفلسفة بالسياسة، والفلسفة بين الثقافة الإسلامية، والثقافة الأوربية، والفلسفة والدين، مستحضرين بعض اللحظات الأساسية في تاريخ الفلسفة، وبالأخص اللحظة الأفلاطونية، واللحظة الرشدية، واللحظة الديكارتية، مستخلصين أن الفلسفة نمط فكري متميز مختلف عن باقي الأنماط المعرفية الأخرى، قائم على التشكيك في الأحكام الجاهزة، والتبرم من الدوغمائيات مهما كانت دعاماتها المؤسسة لهلوساتها.
وفي مساء اليوم نفسه، قام تلامذة الجذع المشترك العلمي، وتحت إشراف الأستاذ عادل رشيد بتأطير ورشة حول بعض “القضايا الابستمولوجية” المهمة في الفكر المعاصر، من خلال اختيار نموذ “الهندسة”، على اعتبار أهميتها في تبين وهم الحدود بين العلوم الموصوفة ب”الدقيقة”، والعلوم الإنسانية، والفلسفة. وبالموزاة مع هذا النقاش الابستمولوجي، شهد المساء نفسه، “ندوة مهنية”، أطرها بعض أساتذة شعبة الاقتصاد ( هند ابو الفائز، ورضا مسياح، وهشام السعدي)، وشارك في فعالياتها محاسب مختص، ومسؤول عن تدبير الموارد البشرية. الندوة كانت مناسبة للتعرف على شروط ولوج بعض المهن، وصلات ذلك بسوق الشغل، ومتغيراته، مع فتح نقاش بشأن مواصفات الراغبين في العمل بهذه المهن، وإكرهات ذلك، مع التوقف عند مختلف علائقه بسوق المال والعمل.
3. أبرز لحظات اليوم الثالث.
واصلت فيه الشعبة الاقتصادية ورشاتها حول المواضيع ذات الصلة بالتسويق والاستثمار، من خلال مداخلات محكمة لتلامذة الأولى اقتصاد – تحت إشراف الأستاذة هند ابو الفائز، والأستاذين رضا مسياح، وهشام السعدي- الذين تطرقوا إلى العديد من المستجدات الاقتصادية الأخيرة بالمغرب، قصد فهم شكل عمل المنظومة الاقتصادية من خلال ضرب العديد من الأمثلة المعاصرة لذلك.
كما عرف اليوم نفسه، استقبال شعبةالفيزياء للمهندس يوسف الضعفي جيولوجي، وعضو ائتلاف أطر OCP، لتقاسم تجربته في الجيولوجيا مع الحضور. السيد الضعفي، وبمعية الأستاذ كريم انزيض، عمل على تقريب التلاميذ من جملة من الاختيارات الحياتية والمهنية، التي تستلزم شروطا بعينها، على رأسها الشعور بالانتماء إلى هذا الاختيار، مما يحفز على العطاء فيه، وهو ما أثبته الأستاذ من خلال تجربته في الجيولوجيا راصدا خصائصها كمهنة واختيار حياتي.
وقد شهدت الصبيحة عينها، تنظيم نهاية دوري كرة القدم ذكور، بين قسمي الثانية ميكانيك، والأولى علوم تجريبية، تحت إشراف النادي الرياضي. جرى اللقاء في أجواء حماسية، اتسمت بالندية والروح العالية بين أعضاء الفريقين، لتنتهي بفوز الأولى علوم، بعد سيطرتهم على أطوار المباراة، لتنتهي الدورة الرابعة لأيام إبداع التلميذ، بتوزيع الجوائز على الفرق الفائزة، وتقديم عروض رياضية في التكواندو، مع أخذ صور تذكارية بهذه المناسبة.
.