لقاء تواصلي بصخور الرحامنة يُشخّص واقع العمل الجمعوي ويضع خريطة طريق للنهوض به
فور تنمية
نظّمت مجموعة من جمعيات المجتمع المدني المحلي بصخور الرحامنة، يوم الأحد فاتح يونيو 2025، لقاءً تواصليًا احتضنته قاعة الاجتماعات التابعة للجماعة الترابية للمدينة، تحت شعار: “العمل الجمعوي المحلي: الواقع والانتظارات”. اللقاء عرف حضور ممثلين عن أكثر من 24 جمعية تنشط في مجالات متعددة، وجاء كمحطة للنقاش وتبادل الآراء بشأن وضعية الفعل الجمعوي بالمنطقة وآفاق تطويره.
وقد أجمع المتدخلون خلال اللقاء على أن واقع العمل الجمعوي بصخور الرحامنة يواجه مجموعة من التحديات البنيوية والوظيفية، أبرزها تراجع أداء الجمعيات المحلية وتهميش دور الفاعل الجمعوي في منظومة التنمية المحلية، ما جعله -حسب توصيف المشاركين- دورًا شكليًا أكثر منه حقيقيًا. كما أشار الحاضرون إلى غياب إرادة جادة لدى عدد من الفاعلين لتمكين الجمعيات من الاشتغال باستقلالية، إضافة إلى تغييب ممنهج للجمعيات المستقلة عن العديد من المحطات الرسمية، مقابل تمكين جمعيات “موالية” في ضرب واضح لمبدأ تكافؤ الفرص والمساواة.
وفي السياق ذاته، عبّر عدد من المشاركين عن قلقهم من استمرار الاعتماد على الولاءات الحزبية في توزيع الدعم العمومي وتفويض تدبير المرافق الثقافية والاجتماعية، بدل التركيز على الكفاءة والخبرة. كما سجّلوا ضعف التكوين لدى عدد كبير من الجمعيات، وغياب التنسيق والتعاون فيما بينها، ما انعكس سلبًا على فاعليتها الجماعية.
أما على مستوى المقترحات والانتظارات، فقد شدد اللقاء على ضرورة تعبئة مختلف الفاعلين الميدانيين من أجل إحداث نهضة جمعوية حقيقية تعيد الاعتبار للمجتمع المدني كفاعل أساسي في تحقيق التنمية المحلية. ودعا المشاركون إلى تعزيز آليات التواصل والتعاون بين الجمعيات، وإطلاق مبادرات وأنشطة مشتركة تمهد لتأسيس إطار تنسيقي يجمع النسيج الجمعوي المحلي ويوحد جهوده.
كما تم التأكيد على أهمية التكوين المستمر لفائدة الجمعيات من أجل دعم قدراتها وتطوير أدوات اشتغالها، بالإضافة إلى دعوة مختلف المتدخلين، وعلى رأسهم الفاعلون السياسيون، إلى دعم المبادرات الجادة والانخراط في مسلسل إصلاح العمل الجمعوي محليًا.
اللقاء، الذي طغى عليه حس النقد البناء وروح المسؤولية، خلص إلى ضرورة العمل المشترك وتكثيف الجهود من أجل تحقيق تغيير نوعي وفعّال في واقع العمل الجمعوي، بما يواكب تطلعات الساكنة ويعزز أدوار المجتمع المدني في صخور الرحامنة.