OCP

الروائي يوسف صبري يصدر قريبا عمله الابداعي الجديد

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

فور تنمية. يوسف صبري  روائي

بات مشروعنا الذي بداناه اول الامر ب”طفل السوق” من مجموعة اعمال السيرة الذاتية جاهزا من اجل الطبع والتوقيع .
والجزء الثاني حمل عنوان “الاخوة ماجان”، ونتمنى ان يروق القراء الكرام وان يجد لنفسه صدى داخل الاطار الثقافي التاريخي الاجتماعي المحلي اولا، فقد صرفنا وقتا طويلا في اعداده وبناء افكاره التي اردنا ان تستجيب لشكل الكتابة التي تتماشى والتطورات التي يعرفها العالم المتسارع، وتمكنا من اختزال الكثير من الكلام في ما حافظنا فيه على روح النص وتدفقه، املين ان يكون هذا الجزء الثاني الذي لم تتجاوز اوراقه الاربعين صفحة ويزيد بقليل امكانية البحث في السوق دائما عن مساحات للتبادلات الاجتماعية واختيارات الافراد، وتمكنا فيه من بلوغ ربط المجال عموما كما بداناه اول الامر بطفل السوق بجعل الاقليم والمدينة ابن جرير والحواضر القروية الصغيرة لا تخرج عن دائرة الاهتمام المرتبطة بتخصص يهتم داخل علم الاجتماع القروي بهكذا معطيات.
فابن جرير لا يمكن سواء اليوم او غدا اخراجها من حيز” الدراسات القروية” ،ليس لانها لم تشهد انتقالات على مستويات ملاحظة، انما لا يكفي كل هذا بالحديث عن انفلات عام من المعطيات التي تؤسس ولا زالت لمعاني من قبيل :ان ابن جرير اذا كانت قد عرفت علامات تبرر الى حد كبير الرغبة في الدخول نحو تجريب ادوات معرفية غير التي اثير الحديث حولها زمنا، فان السوق والاسواق عموما لا تزال تشد انتباه الجميع ولها مرجعيتها العلمية الثابتة.
ومادام السوق بهذه القوة سواء في” الخطابات الرسمية المحلية ” عند اجراء تحليل عليها، او ايمان السكان بقيمة السوق المدخل الرئيسي لبناء “الهوية والذات المحلية” بما يسيطر فيه السوق على مختلف اشكال التواصل والطقوس والقضايا والتبادلات وغيرها. لذلك فإننا في الجزء الثاني حافظنا على السير العادي الباعث على قيمة السوق كمدخل للدراسات الأنثروبولوجية منها والاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية حتى تلك المتعلقة بالعبور من الخصومات الى الصلح الى تدبير الزمن والعلاقات الأسرية والقرابة والاعراف والقانون وما سواها…من قوة التقاليد وتشكيل المجتمعات المحلية ذات السمات القروية والبدوية المسيطرة.

الاخوة ماجان هذا العنوان فكرنا فيه مليا طوال سنة ونصف، وغيرنا مرات مفرداته الى ان تبين لنا انه لا يمكن جمع كل تلك “المادة الوصفية” المتعلقة بسوق ابن جرير العامر الى غاية اليوم، مع تحولات عميقة دون الانتباه الى ان هناك لاعبين كانوا مركزيين، لياتي العنوان ،الاخوة ماجان، مؤهلا اكثر من غيره ليشد انتباهنا الى واحدة من الاعمال والافكار والمؤهلات التي طبعت سنوات 1984 الى حدود مغادرتنا للسوق عام 1995. وحتى لا نحرق احداث الجزء الثاني المشوقة التي نخبركم انها لا تخرج عن دائرة الحياة اليومية او “عرض الذات” المحلية ضمن فضاءاتها الاجتماعية، ومضمون ادارة الجماعة لثقافتها في مجال جغرافي محدد وغير محايد، يتمتع فيه الطفل الراوي بحصة الاسد في وصف مكثف، لم ينس استعمال ادوات علمية بدون المساس بقوة الاحداث وصوت النص وتدفقه.
واعتقد ان كل قاريء لهذا العمل بامكانه تلمس ذلك فحاولنا الحفاظ على بناء للاحداث بخلق امكانات فنية “درامية وميلودرامية، مسرحية فلكلورية عاطفية وقاسية” احيانا ونحن نورد مجموعة وجوه حقيقية طبعت القرن الماضي. وساهمت بالنسبة لاجيال كثيرة حينها في رسم معالم هوية موحدة لا يمكن احيانا للجغرافيا التخلص منها، فالتاريخ ورصده بهذه الطريقة لا يطلب منه التجريد او اخفاء العيوب او توطين اساليب ومحو اخرى، رفض عيينات وسحق اخرى، فاما” كلا” بدون ترميم او تاريخ مشوه لا يبعث على فهم الذات واين وصلت.

سيكون علي في الاخير الاشارة الى انه قريبا سنكون على موعد بتوقيع هذا الجزء الثاني “الاخوة ماجان”، وحتى ذلك الحين سيكون علي اخبار القراء ومتتبعي تجربتنا الادبية في نسختها الرابعة التي نقوم من خلالها باعادة رسم التاريخ المحلي من خلال تفكيك البنيات الصغيرة ومتابعة الرموز المحلية والابطال الغير العاديين وعدم الوثوق فيما لم يكن بالكاد تاريخا منصفا موضوعيا، غيب الاشكال المنفلتة والصغيرة ومجالهم المركزي “السوق”، الذي اعتبر الرحامنة وابن جرير قد خلقت من اركانه وليس خارجه، فالسوق هو الامكانية الوحيدة بالنسبة لي عن فكرة التطور والتشكيل والقيمة الإحصائية لعد الانفاس والحظوظ والاقدار وكل ما تعلق بابن جرير والرحامنة التي لا تخرج عن دائرة “الانقسام” عند رعيل كبير من الانثربولوجيين في تحليل المغرب سواء في زمنه الكولونيالي او بما يزال يبعثه بشكل رهيب لفهم اوساطه ومختلف ظواهره .

صبري يوسف، كاتب راي، روائي، باحث بسلك الدكتوراه بعلم الاجتماع السياسي والتنموي، مهتم بالسينما والمسرح.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.