ندوة وطنية بسيدي بوعثمان تسلط الضوء على “علم الاجتماع والرهانات المجتمعية”
فور تنمية
في خطوة نوعية ترسخ لانفتاح الجامعة على محيطها الترابي، نظمت جمعية لقاءات للثقافة والإبداع يوم الخميس 22 ماي 2025 بجماعة سيدي بوعثمان، إقليم الرحامنة، يوماً ثقافياً وفكرياً مميزاً، تم خلاله عقد ندوة وطنية تحت عنوان: “علم الاجتماع والرهانات المجتمعية”، وذلك بشراكة مع نادي الكتاب والإبداع بثانوية غزال آدم، وبتنسيق علمي مع مختبر العلوم الاجتماعية والتحولات المجتمعية بكلية الآداب.
الندوة شكلت لحظة إشعاع علمي وفكري بامتياز، حيث ناقش المشاركون من أساتذة وباحثين وطلبة محوراً حيوياً يكتسي أهمية خاصة في ظل التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الراهنة، ألا وهو دور علم الاجتماع في فهم الديناميات المجتمعية والتفاعل مع رهاناتها الكبرى.
وفي كلمتهم الافتتاحية، شدد المنظمون على أن هذه المبادرة تأتي في إطار الرغبة الجادة في جعل البحث العلمي، خاصة في مجال العلوم الاجتماعية، أداة لتشخيص الواقع المحلي وتحليل الظواهر الاجتماعية المقلقة التي يعيشها المجتمع، من أجل بناء تصورات تنموية واقعية ومبنية على معطيات علمية دقيقة.
وقد أكد المشاركون أن علم الاجتماع لا يقتصر على الدراسة النظرية للعلاقات والظواهر، بل هو منهاج معرفي قادر على الإسهام في تشخيص التحديات التنموية، ورصد تحولات القيم والسلوك، وتقديم بدائل واستراتيجيات لفهم أسباب الأزمات المجتمعية وسبل تجاوزها.
الندوة أبرزت كذلك أهمية ربط الجامعة بمحيطها المجتمعي، خصوصاً في مجالات تحتاج بشدة إلى خبرات أكاديمية منفتحة ومواكبة، من أجل تفعيل آليات التنمية المستدامة، وتكريس دور الجامعة كمؤسسة مواطنة فاعلة في الحقل العمومي.
وفي الوقت الذي تشهد فيه الجامعة المغربية بعض الهزات الأخلاقية والمعنوية، أكدت هذه المبادرة على أن هناك طاقات أكاديمية نزيهة ومؤمنة بقدرة المعرفة على التغيير، تشتغل في صمت من أجل ترسيخ قيم البحث العلمي، والالتزام بقضايا الوطن والمجتمع.
ختاماً، مثّلت هذه الندوة لحظة إبداع مدني وجامعي بامتياز، من قلب جماعة قروية لا تزال في بداية مسارها التنموي، لكنها قدمت نموذجاً يحتذى به في توظيف الفكر والمعرفة لخدمة الإنسان والمجال، وترسيخ فكرة أن علم الاجتماع ليس ترفاً نظرياً، بل ضرورة مجتمعية لفهم الواقع وتغييره نحو الأفضل.