الذكاء الاصطناعي رافعة للتقدم: رئيس جامعة UM6P يدعو لإعادة تعريف الابتكار في قمة التكنولوجيا العميقة
فور تنمية
في كلمته الافتتاحية خلال النسخة الثانية من قمة التكنولوجيا العميقة (DeepTech Summit)، التي انطلقت اليوم الخميس في حرم جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P) بمدينة بنجرير، شدد هشام الهبطي، رئيس الجامعة، على أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد خيار تكنولوجي، بل ضرورة استراتيجية لدفع عجلة الابتكار وإعادة تصور التقدم البشري.
الهـبطي افتتح القمة بتأكيد أن اللقاء يعكس قناعة مشتركة بأن المستقبل لا يُترك للصدفة، بل يُبنى بقصد ووعي، وأن التكنولوجيا يجب أن تكون أداة لتحقيق غايات سامية لا مجرد سباق نحو التقدم السطحي. واعتبر أن شعار هذه الدورة، “إعادة تعريف التقدم: كيف يحدث الذكاء الاصطناعي تحولا في الابتكار في التكنولوجيا العميقة”، يعكس هذا التوجه، إذ يسلط الضوء على عمق الغاية من الابتكار وليس مجرد سرعته.
وأكد أن القمة منذ انطلاقتها الأولى العام الماضي كانت بمثابة “إعلان نية” لتغيير النظرة التقليدية للتقدم، داعياً إلى تجاوز الضجيج المصاحب للتطورات التكنولوجية، والتركيز على الأسئلة الكبرى: لمن هذا التقدم؟ ولماذا؟
وأشار الهبطي إلى أن الزخم المتزايد للقمة هذا العام، من حيث عدد المشاركين والدول والشركات الناشئة، يمثل انتقالًا نوعيًا نحو حركة جماعية تشكل بداية لتغيير حقيقي. وقال إن UM6P لا تنظر إلى التكنولوجيا العميقة على أنها “موضة عابرة”، بل تعتبرها محركًا جوهريًا لتسخير الاكتشافات العلمية في مواجهة التحديات الكبرى مثل الأمن الغذائي، والصحة العامة، والطاقة النظيفة، والحوسبة الكمومية.
واعتبر الذكاء الاصطناعي حجر الزاوية لهذا التحول، قائلاً إنه “تقنية ذات طابع شمولي تتطلب مسؤولية بالمثل”، داعيًا إلى حوكمته أخلاقيًا وضمان عدالة توزيعه على المستوى العالمي. كما شدد على ضرورة أن تكون إفريقيا جزءًا فاعلًا في هذا التغيير، لا على هامشه، مؤكدًا على “مصلحتها الفريدة” في عالم يتحول بسرعة.
وفي هذا السياق، لفت إلى أن 60% من سكان القارة تحت سن الخامسة والعشرين، وهو ما يمثل – بحسب وصفه – “أعظم أصول إفريقيا”: جيل جديد من المبدعين والحالمين والمبادرين القادرين على المساهمة بندية في رسم ملامح المستقبل.
وأضاف أن UM6P تعمل على توفير البيئة والبنية التحتية والمنصات اللازمة لتحويل هذا الجيل إلى قوة فعلية، وأن هذه القمة تُجسد هذا التوجه من خلال خلق فضاء علمي وابتكاري يشجع على ريادة الأعمال المدعومة بالبحث العلمي.
وتستمر القمة على مدار يومين، وتضم 66 جلسة تتناول 11 مسارًا موضوعيًا تشمل الزراعة الذكية، الصحة الرقمية، الأمن السيبراني، الطاقات النظيفة، والحوسبة الكمومية، إلى جانب توزيع “جائزة DTS” المخصصة لتكريم الشركات الناشئة المتميزة في مجالات علوم الحياة، الاقتصاد الأخضر، والابتكار الإفريقي.
وفي ختام كلمته، وجّه الهبطي دعوة مفتوحة للباحثين والمستثمرين وصناع القرار إلى استغلال هذا الحدث كمنصة للتواصل، وتحدي الأفكار التقليدية، وتحويل الرؤية المشتركة إلى تقدم ملموس يخدم الإنسانية.