OCP

انفجار العنف : ازمة مجتمع وقيم !!!

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

فور تنمية. ذ عبد العالي بلقايد

إن انفجار العنف الذي مس الشارع العام وطال حتى مؤسسات التنشئة الإجتماعية ليس ظاهرة عبارة بل يشي بامور جوهرية تقتضي ان تستفز التفكير لجعلها ظاهرة للتفكير والنقاش العمومي للوقوف على الاسباب ومحاولة طرح مخارج لكدا مشكلة وجب ان تكون مصدر قلق الكل.

صحيح ان العنف هو ظاهرة تكاد لا تنجو منها كافة المجتمعات ولكن حين تمس مؤسسات حيوبة كتلك التي تهتم بالتنشئة ولها ادوار إستراتيجية في إعادة تشكيل الافهام وتمثلات الناشئة لثقافة ورهانات الدولة في الٱن والمستقبل ، يصبح الأمر مقلقا.
فالضبط الثقافي والإجتماعي لايتم عبر المؤسسات التي تحتكر ادوات الضبط المادية بل هناك مؤسسات التي لها خاصية امتلاك القوة الناعمة بتعبير غرامشي لخلق قناعات وسلوكات وتصرفات لاتكون خارج سياقات المجتمع ورهانات
الدولة.
رغم إن هذه المؤسسات قديما لم تكن تمتلك العدة والعتاد المفاهيمي على مستوى البرامج والمناهج فإنها كانت على توافق مع المجتمع.
لانها ببساطة كانت وسيلة من وسائل الإرتقاء الإجتماعي ومصنع كبير تتخرج منه الطبقة الوسطى او بالتعبير الماركسي البوحوازية الصغيرة هذه الطبقة تعتبر محورية في انتاج وإعادة إنتاج القيم المجتمعية بل تنتج الدلالات والرموز والمعاني .
فأغلب الاطر قديما التي اعتمدتها الاحزاب الوطنية كانت من خريجي المدرسة العمومية بل حتى الحركة الإسلامية اغلبية اطرها هي من صناعة هذه المؤسسة.
فحتى الحركة الأدبية والفنية والفكرية جل روادها على ارتباط بهذه المؤسسات.
هذه المؤسسات لم تعد فضاء للجدب لغياب حركية تجعل الحياة المدرسية مفعمة بالانشطة ،فأغلب الفنانين المغاربة كانت المدرسة العمومية وفضاؤها مصدر الهام وبداية لمساره الفني.
رغم وجود ترسانة قانونية تؤطر هذه الفعالية إلا ان التصحر الفني والرياضي هو ما يميز مؤسساتنا.
غياب المشاريع التربوية ومشاريع المؤسسة في اغلب المؤسسات وإن وجدت فإنها حبيسة الرفوف .
إن العنف أضحى بنية ضمن النظام العام لمؤسساتنا نتيجة تغول عنف رمزي مصدره الضبابية وتدبدب الرؤية بين مشاريع تربوية تعلن عن الفشل في وسط الطريق.

حين يغيب مشروع تربوي إجتماعي وتقافي تهيمن الضبابية والخلط كمظهر من مظاهر العنف الرمزي الذي لن يؤدي إلا لهذا العنف المادي الرهيب الذي ينذر بعواقب مؤلمة وجب مواجهتها بشجاعة فكرية لازمة لكل ازمة.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.