إعفاء 16 مديرا إقليميا تثير تساؤلات حول حقيقة إنهاء المهام وجدية المسؤولين في الإصلاح التربوي
فور تنمية
عكس حصاد إعفاءات باشرها محمد سعد برادة وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في صفوف المديرين الإقليميين بوزارته استمرارا لتقارير ركبها سلفه شكيب بنموسى، ولم يكتب لها أن تٌفعل بعد التعديل الحكومي الأخير، حيث تريّث الوزير برادة بعد جولاته في 12 مجلسا إداريا للأكاديميات لتكوين وصورة عما يحصل، مستندا على تزكيات مديرة ومديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين الإثنا عشر بالمغرب، وفق ما أوضحه مصدر من القطاع لموقع “لكم”.
ووفق الإفادات التي تلقتها بعض وسائل الاعلام فإن حصاد الإعفاءات في حق المسؤولين الإقليميين الـ16 ضمن حملة أولى باشرها الوزير سعد برادة بناء على تقارير مديرة ومديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين الإثنا عشر، بعضهم أعفي بناء على طلبه مثل حالة المدير الإقليمي للراشيدية (درعة تافيلالت)، وعدد منهم تم تدبيج تقارير داخلية لتأكيد “عدم صلاحيته” على خلفية صراعات بين مدير الأكاديمية والمدير الإقليمي حول أوجه التدبير كما حصل في أكاديمية بني ملال خنيفرة بإعفاء محمد أجود (خريبكة) ومصطفى مومن (خنيفرة)، أو بسبب اختلالات تدبيرية وشكاوى كما حصل في مديرية آسفي (جهة مراكش أسفي)، وكذا بسبب تعثر مشاريع خارطة الطريق 2022/2026، خاصة ما يهم مشروع نموذج مؤسسات الريادة بالسلك الابتدائي، كما حصل في أكاديمية الداخلة وادي الذهب التي تذيلت الترتيب وطنيا وصنفت ضمن الخانة الحمراء.
وبينت المعطيات المتوفرة ، أن المديرين الإقليميين الذين سيغادرون مناصبهم اليوم الأربعاء 12 مارس الجاري، ينتمون لكل من أوسرد التابعة لأكاديمية الداخلة وادي الدهب، وخنيفرة وخريبكة، وأزيلال التابعين لأكاديمية بني ملال خنيفرة، والناظور التابعة لأكاديمية الشرق، والفحص أنجرة، والمضيق التابعتين لأكاديمية طنجة تطوان الحسيمة، و الراشيدية وورزازات التابعتين لأكاديمية درعة تافيلالت، واليوسفية وآسفي التابعتين لأكاديمية مراكش آسفي، وسيدي سليمان التابعة لأكاديمية الرباط سلا القنيطرة، وبولمان مولاي يعقوب التابعتين لأكاديمية فاكس مكناس، وكلميم التابعة لأكاديمية كلميم واد نون.
ويرى مراقبون في حديثهم لموقع “لكم”، أن حصاد الإعفاءات الذي كان منتظرا منذ عهد الوزير السابق شكيب بنموسى، والذي فعله الوزير الجديد محمد سعد برادة، لم يفلح في “تحقيق الإنصاف والمساءلة الحقيقية”، خاصة وأن عددا من المواقع التربوية في مديريات إقليمية بالمغرب تعرف احتقانا وغليانا تربويا لم تشملها مقصلة الإعفاء، إما بسبب قرب مسؤوليها من مربع باب الرواح، أو لتدخلات حزبية ووساطات، وهو ما أثار استغراب عدد من الفاعلين، حتى أن بعضهم حررت في شأنهم تقارير سلبية بسبب متاعب أخلاقية وأخطاء مهنية ارتكبوها، كما أن بعضهم رتبوا في ذيل ترتيب مؤسسات الريادة، وكانت نتائجهم كارثية، من دون أن يتم أعفاؤهم أو تنقيلهم كما حصل لآخرين موازاة مع حصاد الإعفاءات التي باشرها الوزير برادة”.
واستغرب هؤلاء، كيف أن الوزارة تقدم على إعفاء مديرين إقليميين وتنقل مديري الأكاديميات بين أكاديمية وأخرى دونما مساءلة أو محاسبة، كما حدث أخيرا في أكاديميات الشرق والدار البيضاء سطات، وطنجة تطوان الحسيمة، والرباط سلا القنيطرة، ومع قرب انعقاد مجلس الحكومة غدا الخميس، تتردد أنباء بقوة بتعيين مديرة أكاديمية سوس ماسة وفاء شاكر، التي لم يمر على مقامها في الجهة سوس عامين وشهرين، خلافا لكل القوانين والنظم التي تؤكد على قضاء المسؤول أربع سنوات في منصب المسؤولية، بتنقليها إلى طنجة تطوان الحسيمة لشغل نفس المنصب وتعويض محمد عواج الذي تم تنقيله إلى أكاديمية الرباط سلا القنيطرة منذ أقل من شهر، علاوة على أن المديرين المركزيين بباب الرواح لم يتم إعفاء أيّ منهم كأنهم في منأى عن المساءلة والمحاسبة، بينما يتم التّمديد لمن تجاوز سنّ المعاش بإعادة تنصيبه كما حصل مع الحسين قضاض المفتش العام للشؤون الإدارية والمالية، خلال المجلس الحكومي ما قبل الأخير”، وهو الذي ظل في منصبه منذ عهد الوزيرة لطيفة العابدة، وكل مؤهلاته أنه أستاذ مبرز، أصبح اليوم يعتبر أحد “أقطاب” الوزارة داخل مربع باب الرواح.
وأثارت هاته الإعفاءات التي تعتبرها مصادر من داخل الوزارة “حركية صحية لتجديد الدماء والنفس في مناصب المسؤولية” تساؤلات ملتهبة وحارقة حول معايير التقويم والتقييم التي تخضع لها المسؤولية في كل عمالة أو إقليم: هل منطق الترضيات أم التزكيات أم الانتقامات أم رغبة في تتبيث أشخاص وتنقليهم إلى مواقع أخرى كما حصل موازاة مع هاته الحملة الجزئية، لتعمق جرح عدم ترشح المئات من الكفاءات لمناصب المسؤولية التي تغيب فيها الكفاءة وتحكم معايير غير مهنية في عمليات التعيين والتتبيث”،
عن موقع لكم