OCP

بورتريه.. محمد لعبادي.. رحلة متجددة بين التعليم والمال والإعلام والتنمية

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

فور تنمية

في أحد أقسام التدريس بالمغرب، أواخر الستينيات، كان الشاب الطموح محمد لعبادي يقف أمام تلاميذه، مؤمنًا بأن التعليم ليس مجرد مهنة، بل رسالة تغير العقول وتصنع المستقبل. لم يكن يعلم أن رحلته المهنية ستأخذه بعيدًا عن جدران المدرسة، لتقوده إلى عالم المال، الإعلام، التنمية، والاستشارات الدولية.

بدأ مساره كأستاذ في وزارة التعليم المغربية، لكنه كان يحمل طموحًا يتجاوز حدود الفصول الدراسية. بعد أكثر من عقد في التدريس، قرر خوض تجربة جديدة تمامًا، ليجد نفسه في القطاع المصرفي، عالم الأرقام والاستراتيجيات، حيث التحق بالبنك المركزي الشعبي، محققًا قفزة غير متوقعة في مسيرته المهنية.

في أروقة البنك، لم يكن مجرد موظف عادي، بل مفكر استراتيجي يسعى إلى إحداث تغيير حقيقي. شغل مناصب رفيعة، من بينها مدير الاتصال ومدير فرعي مكلف بالتنمية، وساهم في تطوير أنظمة تسويقية حديثة، وتعزيز الهوية البصرية للمؤسسة، ووضع سياسات دعم للمقاولات الناشئة. لم يكن المصرف مجرد مكان للعمل، بل مختبرًا لصقل مهاراته في الإدارة والتخطيط الاستراتيجي.

بعد أكثر من عقد من الزمن في المجال المصرفي، قرر محمد لعبادي خوض تحدٍّ جديد، هذه المرة كمستشار مستقل. انطلق في رحلة من العمل الميداني، ليقدم خبراته في الإدارة، التنمية البشرية، والتسويق الدولي، متعاونًا مع مؤسسات كبرى ووكالات دولية مثل USAID وBIT وFIDA. لم يكن التدريب مجرد نقل للمعرفة، بل كان وسيلة لتمكين الأفراد والمجتمعات من بناء مستقبل أفضل.

بالتوازي مع عمله الاستشاري، دخل عالم الصحافة ككاتب ومحلل، حيث نشر عشرات المقالات في مجالات الإدارة والتواصل المؤسسي، وأصدر في 2011 كتابًا يوثق تجربة سياسية مغربية. قلمه لم يكن مجرد أداة تعبير، بل وسيلة لنقل خلاصة عقود من التجارب إلى الأجيال القادمة.
من أبرز محطات نجاحه تصميم استراتيجيات مبتكرة لدعم المشاريع المحلية، وإطلاق منصات للسياحة التضامنية، وقيادة ورش تدريبية حول التنمية المستدامة والتواصل الفعّال، والإشراف على دراسات وطنية حول الابتكار وريادة الأعمال النسائية، وتطوير سياسات اتصال ناجحة لمؤسسات كبرى، مما عزز مكانتها في السوق.

بعد أكثر من أربعة عقود من العمل في مختلف المجالات، لم يكن النجاح بالنسبة لـ محمد لعبادي مجرد تحقيق إنجازات مهنية، بل كان رحلة تعلم مستمرة، ورغبة دائمة في التطوير والتأثير الإيجابي. رؤيته المتعددة التخصصات جعلته نموذجًا فريدًا يجمع بين التعليم، الإدارة، الصحافة، والاستشارات، ليصبح اسمه مرادفًا للخبرة، الابتكار،

والالتزام بخدمة المجتمع. رحلته لم تكن خطًا مستقيمًا، بل كانت مليئة بالمنعطفات والتحديات، لكنه في كل محطة كان يثبت أن النجاح ليس وجهة، بل مسار تُصنع ملامحه بالعزم، الشغف، والقدرة على التكيف مع المتغيرات.

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.