في افتتاح الملتقى الوطني الرابع للثقافة والإبداع ببنجرير : الأديب مصطفى لغتيري يلهم تلاميذ ثانوية الرحامنة التقنية في لقاء ثقافي مفتوح
فور تنمية
استضافت ثانوية الرحامنة التقنية في بنجرير، اليوم الجمعة فاتح نونبر، لقاءً ثقافيًا مفتوحًا مع الأديب المغربي مصطفى لغتيري، في أولى محطات الملتقى الوطني الرابع للثقافة والإبداع الذي ينظمه منتدى فور تنمية.
وشهد اللقاء حضورًا نوعيًا من طلاب المؤسسة وأطر التعليم، إلى جانب نخبة من مثقفي وفعاليات مدينة بنجرير، في أجواء احتفالية مفعمة بالشغف الأدبي والإبداعي.
وفي كلمته الإفتتاحية ، أكد رئيس “منتدى فور تنمية” خالد سلامة أن هذا الحدث يحمل رسالة عميقة مفادها أن الثقافة ليست مجرد كلمات على ورق، بل شريان نابض يعبر عن آمالنا وتطلعاتنا، موضحًا أن الأدب ليس فقط وسيلة للتعبير، بل أداة للتغيير. كما أشار إلى إيمان المنتدى بأهمية الثقافة كركيزة أساسية لأي تنمية، والتزامه المستمر بدعم الإبداع وفتح مساحات الحوار. وعبّر عن خالص الشكر لإدارة ثانوية الرحامنة التقنية ومديرية التعليم على دعمهم المتواصل لنشر القيم الإبداعية بين الطلاب، إضافة إلى شكر الشركاء من مجلس الجهة والمجلس الجماعي على مساندتهم التي ساهمت في إنجاح هذا الحدث.
بدوره عبّر مدير ثانوية الرحامنة التقنية عبد الوهاب بنبوسلهام عن سعادته الكبيرة باختيار مؤسسته لاحتضان المحطة الأولى من الملتقى الوطني الرابع للثقافة والإبداع، مشيرًا إلى العلاقة المتينة التي تجمع الثانوية بمنتدى فور تنمية على مدار السنوات الماضية. وأكد المدير أن استضافة شخصية أدبية مرموقة مثل الأديب مصطفى لغتيري تشكل فرصة ذهبية لنشر قيم الثقافة والإبداع بين الطلاب، وتشجيعهم على الانفتاح على مجالات الأدب والفكر، بما يعزز لديهم حب المعرفة ويحفزهم على تنمية قدراتهم الإبداعية.
اللقاء المفتوح الذي أداره باقتدار الأديب عبد الغفور خوى تخلله عرض لتجربة مصطفى لغتيري الأدبية التي تمتد لسنوات طويلة، حيث شارك الحضور بمراحل تطور رحلته في الكتابة، متناولًا أبرز التحديات التي واجهها، ومصادر الإلهام التي شكلت نصوصه، مؤكداً على أهمية الأدب كأداة للتعبير والتغيير الاجتماعي. وفتح لغتيري باب الحوار، مستمعًا لأسئلة الطلاب الذين تفاعلوا بحماسة لافتة، مما أضفى على اللقاء طابعًا تفاعليًا وغنيًا.
تميز اللقاء بتقديم ورقة نقدية في تجربة الأديب لغتيري أعدها الناقد سعيد بوعيطة، الذي ألقى الضوء على تأثير لغتيري في المشهد الأدبي المغربي، وسلط الضوء على خصائص أسلوبه الأدبي وأهم أعماله. وقد أثرى بوعيطة النقاش بتقديم قراءات تحليلية لتجربة لغتيري، مما أتاح للحاضرين فهم أعمق لجوانب إبداعاته.
اللقاء كان ايضا مناسبة للحوار والنقاش، حيث أتيحت للتلاميذ والحاضرين فرصة طرح أسئلتهم حول كتابة الرواية والقصة القصيرة والتحديات التي تواجه الأدباء، كما استمع لغتيري إلى آراء الحضور حول كتبه وكتاباته،
ومن جانبه، عبّر الأديب مصطفى لغتيري عن سعادته الكبيرة بهذا اللقاء، مشيدًا بمبادرة منتدى فور تنمية في تنظيم هذا النوع من الأنشطة الثقافية التي تسهم في تقريب الأدب من الشباب وتشجيعهم على الاهتمام به. كما أعرب عن تقديره لتفاعل التلاميذ وحماسهم للتعرف على عالم الأدب والكتابة.
وتزامنًا مع أجواء الثقافة والأدب، شارك الفنان خالد كمالي في تقديم فقرات موسيقية أضفت جواً من البهجة على اللقاء، وأظهرت تلاقح الفن الأدبي مع الموسيقى، ما عزز من روح التنوع والإبداع في هذا الملتقى.
في ختام الحفل، كرّم منتدى فور تنمية الأديب مصطفى لغتيري بتقديم درع وشهادة تقديرية له، تقديرًا لإسهاماته الأدبية القيمة وتواصله الفاعل مع الأجيال الصاعدة.
بقيت الإشارة إلى أن الملتقى في محطته الأولى ينظم بشراكة بين منتدى فور تنمية ومجلس جهة مراكش آسفي والمجلس الجماعي لبنجرير، وبتنسيق مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي بالرحامنة، وذلك تأكيداً على أهمية التعاون بين الجهات الفاعلة لتعزيز الثقافة ودعم الإبداع بين الشباب.