في افتتاح “ملتقى روابط الرحامنة: جامعة محمد السادس تتحول لمنصة للحوار العلمي والدبلوماسي حول قضية الصحراء المغربية”
فور تنمية
احتضنت جامعة محمد السادس التقنية بمدينة ابن جرير، صباح اليوم الخميس 28 نونبر، فعاليات افتتاح ملتقى روابط الرحامنة، الذي شهد حضورًا متميزًا جمع بين نخبة من الفعاليات المحلية والوطنية، وطلبة الجامعة، وشخصيات بارزة من مختلف القطاعات. وقد عرف الحفل حضور الكاتب العام لعمالة الرحامنة، ورئيس المحكمة ووكيل الملك، ورئيس جماعة ابن جرير، إلى جانب ضيوف شرف من الأقاليم الصحراوية، فضلاً عن تغطية إعلامية واسعة، ما يعكس الأهمية الكبيرة التي يحظى بها هذا الحدث.
شكلت الندوة العلمية التي تناولت موضوع الدبلوماسية الملكية وقضية الصحراء المغربية أبرز محاور الملتقى، حيث ركزت النقاشات على الزخم الدبلوماسي الكبير الذي تشهده القضية الوطنية، والإشعاع المتنامي للسياسة الخارجية المغربية تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس. كما سلطت الضوء على الروابط التاريخية والاجتماعية المتينة التي تجمع القبائل الصحراوية المغربية بالعرش العلوي، وعلى الدينامية التنموية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية بفضل الأوراش الملكية الكبرى.
وشارك في هذه الندوة العلمية مجموعة من الخبراء والمتخصصين الذين قدموا مداخلات رصينة أثرت النقاش وعمقت فهم الحاضرين لمختلف جوانب القضية الوطنية. افتتح النقاش الدكتور الغالي الغيلاني، رئيس المركز الدبلوماسي الدولي وأستاذ العلوم القانونية بجامعة القاضي عياض بمراكش، بمداخلة حول المكتسبات الدبلوماسية التي حققتها المملكة في ملف الصحراء المغربية، خاصة على ضوء التطورات الدبلوماسية الأخيرة والقرارات الأممية الداعمة للوحدة الترابية. من جهته، تطرق الأستاذ محمد فاضل الخطاط، رئيس المكتب الجهوي للمركز الدولي للدفاع عن الحكم الذاتي بجهة الداخلة وادي الذهب، إلى العلاقة التاريخية والروحية العميقة التي تربط القبائل الصحراوية بالعرش العلوي، مبرزًا دور هذه الروابط في ترسيخ مغربية الصحراء.
وفي مداخلة أخرى، استعرض الدكتور عبد الهادي مزراري، الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، الأوراش التنموية الاستراتيجية التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس في الأقاليم الجنوبية، والتي حوّلت هذه المناطق إلى نموذج يحتذى به في التنمية والاستثمار، مبرزًا مساهمتها في تحسين جودة حياة الساكنة ودعم الوحدة الوطنية. أما الدكتور محمد عياش، الإعلامي والباحث في العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، فقد ركز على أهمية الترافع الإعلامي في الدفاع عن قضية الصحراء المغربية، مشددًا على ضرورة توحيد الجهود الإعلامية الوطنية لتعزيز صوت المغرب في الساحة الدولية.
تولى إدارة الجلسة باقتدار الدكتور محمد الغالي، عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية بقلعة السراغنة، التابعة لجامعة القاضي عياض، حيث أدار النقاش بحرفية عالية، مما أضفى طابعًا تنظيميًا ومنهجيًا على الندوة.
تميزت الجلسة بتفاعل كبير من الحضور، حيث فتح باب النقاش لتبادل وجهات النظر وإثراء الحوار حول القضايا المطروحة. وقد أظهرت المداخلات اهتمامًا عميقًا من المشاركين بالقضية الوطنية، ورغبة صادقة في دعمها بمختلف الوسائل المتاحة، بما يعكس وعيًا متزايدًا بدور الشباب والفاعلين المحليين في الحفاظ على مكتسبات الوطن وتعزيزها.
في ختام هذه الندوة، تم رفع برقية ولاء وإخلاص إلى جلالة الملك محمد السادس، أعرب خلالها المشاركون عن تجديد ولائهم وتأكيد التفافهم حول العرش العلوي، سائلين الله أن يوفق جلالته في قيادة المملكة نحو المزيد من التقدم والازدهار.