“حين يعانق التراث وجدان الأرض: ملحمة ناس الغيوان والتبوريدة في أماسي ملتقى روابط الرحامنة”
فور تنمية
بين ألحان ناس الغيوان الشجية وصهيل الخيول المهيب في استعراض التبوريدة. تبرز قصة ملتقى “روابط”، حيث وجد الفن والتراث فضاءً خصبًا لإحياء الماضي وتثبيته في الحاضر، بلغة تتحدث مباشرة إلى القلوب.
منذ اللحظة التي اعتلى فيها فنانو ناس الغيوان الخشبة مساء يوم أمس الخميس 28 نونبر بساحة البحيرة في أولى أماسي ملتقى روابط ، بدا وكأن الأرض نفسها تصغي. ألحانهم، التي تسافر عبر الزمن، لا تحمل مجرد كلمات وأصوات، بل وجع أجيال وأمل شعب. تمايلت الجماهير مع أغانيهم وكأنها تحاور الزمن، تتذكر صرخة وشعر بوجميع وتغوص في عمق التراث الشعبي الذي يجعل من ناس الغيوان أكثر من مجرد فرقة؛ إنهم ظاهرة.
على مسافة قريبة من صدى الغيوان، كان قبل ذلك فضاء التبوريدة قد علت فيه أصوات الخيول وهي تخترق السكون في عرض مهيب . في مشهد أشبه بلوحة فنية متحركة، رسم الفرسان بأزيائهم التقليدية وأسلحتهم المزينة لوحات من المجد والبطولة. كانت كل طلقة بارود تعلن انتصارًا جديدًا للتقاليد، وكأنها تصيح في وجه النسيان: “نحن هنا”. في عيون الجمهور، انعكست قوة تلك اللحظة، مزيج من الفخر والترقب والحنين.
ما يميز ملتقى “روابط” في دروته الثالثة ليس فقط الأسماء المشاركة أو العروض المقدمة، بل تلك الرسالة العميقة التي تنساب بين أركانه: أن التراث ليس مجرد ذكرى، بل هو حياة تستمر. من خلال هذا الحدث، كان صوت ناس الغيوان يعيد كتابة قصائد الهوية، وصهيل الخيول يخط على بساط الرحامنة سطور البطولة.