بورتريه : حينما يتحد الشغف والعلم.. قصة المهذب المصطفى رائد التكنولوجيا التربوية في المغرب
فور تنمية: خالد سلامة
في حي إفريقيا بمدينة ابن جرير، ولدت قصة تميز فريدة، بطلها المهذب المصطفى، الذي جاء إلى العالم في الأول من يناير 1959، ليصبح لاحقًا رمزًا للتفاني والإبداع في مجال التربية والتكنولوجيا. في شوارع الحي الشعبي البسيط افريقيا ، تشكلت شخصيته الأولى، وأيقن مبكرًا أن التعليم ليس مجرد أداة لتحقيق الذات، بل هو نافذة لاكتشاف العالم وإعادة تشكيله.
التعليم: مدارج التكوين والتميز
بدأ المهذب رحلته الدراسية في المركزية الابتدائية بابن جرير، قبل أن ينتقل إلى إعدادية ابن جرير لمتابعة دراسته الإعدادية. تميز منذ خطواته الأولى بذكاء فطري وطموح متقد قاده إلى قلعة السراغنة لاستكمال المرحلة الثانوية، ومنها إلى الرباط للحصول على البكالوريا التي فتحت أمامه آفاق التعليم العالي.
اختار المهذب مجال العلوم الفيزيائية والتربية التكنولوجية ليُجسّد شغفه بالمعرفة. تلقى تكوينه المهني في المركز التربوي الجهوي بالجديدة والمدرسة العليا للأساتذة بمراكش، حيث أرسى أسس رحلة تعليمية امتدت على مدى 38 عامًا، حقق خلالها إنجازات غير مسبوقة، وترك بصمة لا تُنسى في منظومة التعليم المغربي.
عقود من الريادة في التعليم
بدأ المهذب مسيرته المهنية أستاذًا للعلوم الفيزيائية في إعدادية ابن جرير، حيث قضى 19 عامًا يزرع بذور المعرفة والإبداع في عقول أجيال متعاقبة. لكن شغفه بالتجديد كان أكبر من حدود الفصل الدراسي. ففي عام 1986، أصبح أول من أدخل التكنولوجيا إلى العملية التعليمية بيداغوجيًا على الصعيد الوطني، فاتحًا بذلك آفاقًا جديدة للمدرسة المغربية.
لم تتوقف مساهماته عند التدريس، بل انخرط في مشاريع وطنية بارزة، حيث عمل مؤطرًا في مشروع التلفزة التفاعلية لمدة سبع سنوات، وتولى مسؤوليات متعددة، منها: رئاسة خلية المعلوميات، رئاسة مصلحة محاربة الأمية والتربية غير النظامية، ورئاسة المركز الإقليمي للامتحانات.
إشعاع تكنولوجي وطني ودولي
يُعد المهذب المصطفى أيقونة في إدماج التكنولوجيا في التعليم. منذ إنتاجه أول فيديو تفاعلي بيداغوجي على الصعيد الوطني سنة 1988، وحتى قيادته مشروع إدماج التكنولوجيا في محاربة الأمية سنة 2012، ظلّ نموذجًا للإبداع التربوي.
اختراعاته، مثل السبورة التفاعلية البديلة (2005) والطاولة التفاعلية (تلميذ متألق بدون محفظة ) (2012)، لم تمر دون إشادة. فقد حصل على الجائزة الدولية للاختراع سنة 2013، كما حاز على:
جائزة دولية فرنسية من XOOM تقديرًا لإنجازاته في إدماج التكنولوجيا.
وسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الأولى، وهو تكريم ملكي رفيع.
شهادة اعتراف دولية من اليونسكو تقديرًا لإسهاماته التربوية.
شهادة من مايكروسوفت عن تأثير التكنولوجيا على التعليم، خاصة في تحسين مسار التلاميذ.
كما نال المهذب المصطفى العديد من الشهادات الوطنية والدولية المرموقة الموثقة ، منها:
- الشهادة الدولية للنجوم في قيادة الحاسوب من ICDL.
- شهادة التميز من مايكروسوفت كأحد رواد إدماج التكنولوجيا في التعليم.
- جائزة المبدعين العرب من وزارة التربية الوطنية ومايكروسوفت.
المهذب مثّل المغرب في مؤتمرات دولية بفرنسا وتونس، حيث عرض رؤاه المبتكرة حول إدماج التكنولوجيا في التعليم، ليُسهم في تعزيز صورة المغرب كرائد تربوي عالمي.
أنشطة موازية ومسار غني بالعطاء
إلى جانب مسيرته المهنية، أسس المهذب المصطفى جمعية إديكاتيك، التي ساهمت في مشاريع مثل إدماج السبورة التفاعلية في المؤسسات التعليمية بإقليم الرحامنة. كما أنجز تجارب مبهرة في إنتاج المحتوى التعليمي السمعي البصري باستخدام الذكاء الاصطناعي.
ما بعد التقاعد: شغف متجدد وإبداع مستمر
بعد تقاعده الرسمي، لم يتوقف المهذب المصطفى عن العطاء. واصل ممارسة شغفه بالرياضة والبحث العلمي، إلى جانب نشاطه عبر قنوات التواصل الاجتماعي، حيث يشارك رؤاه وخبراته الغنية.
وخلاصة القول فإن المهذب المصطفى في مسيرته يتجلى الدرس الأهم: أن العلم حين يقترن بالإبداع والشغف، يُمكنه أن يُغير حياة الأفراد ومسارات المجتمعات.
روابط مهمة خاصة بالمصطفى المهذب
https://web.facebook.com/moh.mus.12?_rdc=1&_rdr#
https://www.youtube.com/@educatecrhamna9382