OCP

من “وكالين رمضان” إلى انتقاد الصهيونية: كيف خسرت زينب الغزوي دعم الغرب

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

فور تنمية

 

في مشهد يثير الكثير من التساؤلات حول مفاهيم الحرية وحقوق الإنسان في الغرب، تجد زينب الغزوي، الصحفية المغربية التي كانت تُعد من أبرز المدافعين عن العلمانية وحرية التعبير في فرنسا، نفسها اليوم ضحية للتهميش والاضطهاد من نفس النظام الذي لطالما دافعت عن قيمه.

زينب الغزوي، التي عرّفت نفسها بأنها “عربية أمازيغية علمانية ملحدة”، كانت في طليعة الحملات التي تدعو إلى العلمانية المطلقة في المغرب. وقد اشتهرت كناشطة وصحفية في جريدة “شارلي إيبدو” المثيرة للجدل، حيث دافعت علناً عن الرسومات الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، معتبرةً ذلك تجسيداً لحرية التعبير وروح التنوير الفرنسية. وقد اتخذت مواقف حادة تجاه الإسلام والمسلمين، وأسست مع ابتسام لشكر حركة “مالي” التي دعمت الإفطار العلني خلال رمضان، ما أثار غضباً واسعاً في المجتمع المغربي المسلم.

هذا النهج الصارم ضد الإسلام جعل من زينب رمزاً مدافعاً عن قيم العلمانية في فرنسا، وفتح أمامها أبواب الإعلام الفرنسي ودعماً واسعاً من الأوساط السياسية والثقافية. بل إنها مُنحت “جائزة سيمون فيي” المرموقة في عام 2019 تقديراً لنشاطها في محاربة “الإسلاموية”، لتصبح بذلك إحدى أبرز الأصوات في الساحة الفرنسية المناهضة لما أسموه بـ”التطرف الإسلامي”.

لكن، كما يُقال، “لكل شيء ثمن”. فحين تجرأت زينب الغزوي على انتقاد الكيان الصهيوني ووصف جرائمه في غزة بأنها لا تختلف عن أفعال “داعش”، انقلبت الطاولة عليها بسرعة. فقد رفضت التنديد بعملية “طوفان الأقصى”، وأشارت إلى أن الكيان الصهيوني يمارس الإبادة، مما جعلها هدفاً لهجوم واسع من السياسيين والإعلاميين الفرنسيين. هنا، سقطت كل الشعارات التي لطالما دافعت عنها زينب، حيث تم تجريدها من جائزة “سيمون فيي”، ومنعتها وسائل الإعلام الفرنسية من الظهور، بل وصل الأمر إلى رفع وزير الداخلية الفرنسي دعوى قضائية ضدها بتهمة “الإشادة بالإرهاب”.

في تحول دراماتيكي للأحداث، أدركت زينب الغزوي أخيراً أنها كانت مجرد أداة في يد المنظمات الصهيونية المسيطرة على الإعلام والقرار السياسي في فرنسا. اعترفت بخداعها وتحدثت علانية عن استغلالها في الحرب على الإسلام والمسلمين، وقالت إنها كانت ضحية لنظام يستخدم الأشخاص ويستغلهم لتحقيق أهدافه، ثم يتخلى عنهم عندما تتعارض مصالحهم مع السياسات السائدة.

اليوم، تقف زينب الغزوي وحيدة، بعد أن خسرها الجميع؛ اليمين واليسار الفرنسي والإسلاميون الذين طالما عارضوها. لكنها تقف بشجاعة، معترفة بخطأ مسارها السابق، قائلة إنها نادمة على ما بدر منها من إساءات للمسلمين، وأنها مستعدة لتحمل أي عواقب مهما كانت قاسية، مؤكدة أن ما ستواجهه لن يرقى إلى ما يعانيه الشعب الفلسطيني من إبادة.

تُظهر قصة زينب الغزوي بوضوح أن “الحرية” التي تتغنى بها بعض الأنظمة الغربية ليست إلا شعاراً يستخدم لأغراض سياسية. وها هي اليوم تقف شاهداً حياً على كيف يتم استغلال بعض الأفراد لتحقيق أهداف محددة، ثم يتم التخلص منهم حين يصبحون غير ملائمين لتلك الأجندات. لقد كانت زينب الغزوي، في نهاية المطاف، مثل كثيرين قبلها، مجرد أداة استُخدمت لفترة ثم أُهملت عندما لم تعد تخدم مصالح القوى المهيمنة.

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.