في يومها العالمي..المرأة القروية بالرحامنة: صرخة صامتة وسط قسوة الحياة + ربورتاجات
فور تنمية
في قلب إقليم الرحامنة، تقف المرأة القروية كتلك الشجرة العتيقة التي تعاند الزمن والعواصف، تتشبث بجذورها في الأرض وهي تحمل على أكتافها جبالًا من الهموم والصعاب. هي الأم، الزوجة، العاملة، وهي أيضًا الحلم الذي لم يولد بعد. في كل صباح، حين تنبثق الشمس على أفق الرحامنة، تخرج المرأة إلى الحياة، تحمل معها صبرها العتيق، متسلحة بيدين خشنتين من العمل، وقلب ملؤه الأحلام المكبوتة.
هي امرأة صامتة، لا تشتكي، لكنها تحمل في قلبها مرارة الأيام التي تمضي، وتترقب في كل لحظة أن تفتح السماء لها نافذة أمل، ومع كل هذا الألم، هناك طموح ينبض في داخلها. طموح يرى في المستقبل أفقًا قد يأتي يومًا بما لم تستطع الحياة تقديمه لها. طموح لأن ترى بناتها يعشن في عالم أفضل، حيث لا يُثقل كاهلهن بالفقر ولا تُغلق أبواب الفرص في وجوههن. تلك الطموحات هي ما تبقيها واقفة، تحارب من أجل يوم آخر، من أجل شروق آخر.
في كل امرأة قروية بالرحامنة، هناك قصة نضال لا تُروى. هي ليست مجرد امرأة عابرة في مشهد الحياة الريفية، بل هي القلب النابض لهذه الأرض. هي التي تعطي بلا مقابل، تزرع الأمل في أرض قاحلة، وتنتظر حصادًا ربما لن يأتي أبدًا. لكنها رغم كل شيء، تستمر في العطاء، وتستمر في الأمل.
ربما لن تكتب الكتب عن معاناتها، ولن تنقل الأخبار قصص صمودها، لكنها تظل تلك القوة الصامتة التي تبني الحياة من الأسفل. وفي صمتها، تكمن أسمى معاني الإنسانية، تلك التي تتجاوز الألم لتبني من الوجع جسرًا يعبر به الآخرون نحو مستقبل قد يكون أفضل.
جريدة فور تنمية تستعيد معك مجموعة من الربورتاجات التي كانت قد أعدتها حول المرأة القروية بمناسبة اليوم العالمي للمراة سنة 2020.