“رفض العناق في حفل تسليم السلط: تصفية حسابات أم رسالة سياسية خفية؟”
فور تنمية
في حفل تسليم السلط الذي جرى مؤخراً، أثار تصرف وزير التعليم العالي الجديد، عز الدين الميداوي، موجة من الجدل بعد رفضه معانقة سلفه عبد اللطيف ميراوي أمام عدسات المصورين. مشهد الرفض، الذي انتشر بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أثار تساؤلات حول الدوافع الكامنة وراء هذا السلوك غير المألوف في مثل هذه المناسبات الرسمية.
وتعود جذور هذا التوتر إلى قرار سابق اتخذه ميراوي، خلال ولايته كوزير للتعليم العالي، بإقالة الميداوي من منصبه كرئيس لجامعة ابن طفيل في القنيطرة. هذا القرار قوبل آنذاك باستياء واسع في الأوساط الأكاديمية، حيث يُعتبر الميداوي شخصية معروفة بالكفاءة والحنكة في مجال التعليم العالي، ولديه سجل حافل بالإنجازات كرئيس للجامعة.
يرى البعض أن ما جرى في حفل التسليم ليس سوى تجسيد لخلافات قديمة بين الرجلين، حيث اعتبروا أن الميداوي أراد التعبير عن موقفه بصراحة وبدون مجاملات، في إشارة إلى “عدم النفاق” من جانبه. بينما يرى آخرون أن هذا التصرف لا يتناسب مع منصب رجل دولة، وأنه كان يجدر به التعامل مع المناسبة بروح المسؤولية وعدم الانجرار إلى تصفية الحسابات الشخصية، حتى وإن كان قد تعرض للإقصاء سابقاً.
وبينما تستمر النقاشات حول مدى لياقة هذا السلوك في الساحة العامة، يبقى السؤال الأهم هو كيف ستؤثر هذه البداية المتوترة على مسار التعاون المستقبلي في قطاع التعليم العالي المغربي.