حملة السلطات المحلية في بن جرير ضد العربات المجرورة: تأثيرات ومقترحات الحلول
فور تنمية
في خطوة حاسمة للحد من الفوضى والعشوائية التي تخلفها العربات المجرورة بالدواب في مدينة ابن جرير، قامت السلطات المحلية،خلال اليومين الماضيين بالتعاون مع رجال الأمن والقوات المساعدة، بحملة مكثفة أسفرت عن حجز عدد كبير من العربات وإيداعها في المحجز البلدي.
ورغم أن هذه الحملة لقيت استحساناً من بعض ساكنة المدينة التي طالما اشتكت من الفوضى والحوادث الناتجة عن هذه العربات، إلا أنها أثارت استياء أصحاب العربات الذين عبّروا عن غضبهم واستنكارهم، معتبرين أن هذا الإجراء يهدد مصدر رزقهم ويضعهم في موقف اقتصادي صعب.
الحملة، بحسب السلطات المحلية، جاءت كضرورة لتنظيم حركة المرور في المدينة، خاصة في الشوارع الرئيسية التي تشهد ازدحاماً شديداً وحوادث متكررة نتيجة عدم احترام أصحاب العربات المجرورة لقوانين السير. وتسببها في اختناقات مرورية تعيق حركة التنقل، بالإضافة إلى ذلك، محاربة استغلال الأطفال الصغار، الذين انقطعوا عن الدراسة، في سياقة هذه العربات، التي تشكل خطرًا مزدوجًا على سلامة هؤلاء الأطفال وعلى السلامة العامة. هذا الوضع دفع السلطات للتدخل ليس فقط لتنظيم حركة المرور، بل أيضاً لحماية الأطفال من الاستغلال في هذه الأنشطة غير المنظمة.
إذا كانت التدابير الأمنية تشكل الطريقة الأسهل للحد مؤقتاً من ظاهرة العربات المجرورة بالدواب، فإن البحث عن حلول مستدامة ومقبولة هو التحدي الأكبر والأكثر صعوبة لدى المسؤولين.
لمواجهة هذه الظاهرة بشكل فعال ومستدام، لا بد من اتخاذ تدابير توازن بين تنظيم المدينة وحماية مصالح جميع الأطراف المتأثرة. من بين الحلول المقترحة إيجاد بدائل اقتصادية لأصحاب العربات،كالتفكير في تقديم فرص عمل بديلة لهم مثل منحهم تراخيص للعمل في مجالات أخرى أو تقديم دعم لإنشاء مشاريع صغيرة. هذا سيتيح لهم مواصلة كسب رزقهم بشكل منظم بعيداً عن الفوضى التي تسببها العربات المجرورة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تنظيم القطاع عبر إصدار تراخيص خاصة لأصحاب العربات وتحديد مسارات معينة يُسمح لهم باستخدامها بعيداً عن المناطق المزدحمة، مما سيقلل من تأثيرهم السلبي على حركة المرور ويضمن استمرارية نشاطهم.
من ناحية أخرى، يجب التركيز على إعادة تأهيل الأطفال المنقطعين عن الدراسة والذين يستغلون في سياقة العربات، من خلال إعادة دمجهم في النظام التعليمي أو توفير فرص تدريب مهني لهم لاكتساب مهارات تتيح لهم بناء مستقبل مستقر بعيداً عن الاستغلال. كما أن تحسين الوعي المجتمعي أمر ضروري، من خلال تنظيم حملات توعية للمواطنين حول مخاطر العربات المجرورة بالدواب على السلامة العامة واستغلال الأطفال، الأمر الذي يمكن أن يسهم في تغيير سلوكيات أصحاب العربات وتحسين إدراك المجتمع للمشكلة.
ولحل المشكلة من جذورها، يمكن للسلطات تطوير خدمات النقل العمومي في المدينة عبر الترخيص لباصات صغيرة ، مما يوفر للسكان وسائل نقل بديلة وأكثر أماناً وفعالية. مما سيقلل من الاعتماد على العربات المجرورة ويحل جزءاً كبيراً من المشكلة.
في النهاية، رغم أن العربات المجرورة بالدواب تشكل وسيلة عيش لعدد من سكان مدينة ابن جرير، فإن الفوضى التي تخلفها تؤثر سلباً على الحياة العامة وتزيد من تحديات السلامة المرورية. الحملة الأخيرة كانت خطوة أولى نحو تنظيم القطاع، لكنها بحاجة إلى حلول أكثر استدامة تراعي المصالح الاقتصادية والاجتماعية لأصحاب العربات، مع التركيز على حماية الأطفال المنخرطين في هذا النشاط. الهدف الأسمى يبقى خلق مدينة منظمة وآمنة، وفي الوقت ذاته الحفاظ على سبل العيش الكريم للفئات المتضررة، وذلك من خلال اعتماد سياسات توفيقية تجمع بين الحزم والمرونة في التعامل مع هذه الظاهرة.