OCP

حملات إنقاذ ما يمكن إنقاذه في بنجرير: محاولة إعادة الحياة إلى مدينة على شفا حفرة

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

فور تنمية

 

مدينة بنجرير، التي كانت يومًا رمزًا للأمل والتغيير في منطقة الرحامنة والمغرب ، تعيش اليوم في مرحلة قاتمة تسيطر عليها الفوضى والعشوائية. الشوارع التي كانت تنبض بالحياة أصبحت مليئة بالحفر والمشاريع التنموية التي كانت تمثل مصدر فخر للسكان تعثرت بعضها وأخرى تحت المسائلة . هذه التحديات تركت المواطنين في حالة من خيبة الأمل والتذمر، فيما تتواصل الأزمات المتعلقة بالبنية التحتية والخدمات، إلا أن وسط هذا الواقع المحبط، تبرز محاولات ومبادرات لإصلاح ما يمكن إصلاحه، وإنقاذ المدينة من التدهور المتواصل.

مشاهد الفوضى والعشوائية: صورة قاتمة لحاضر المدينة

يكفي أن يتجول أي زائر في شوارع بنجرير اليوم ليدرك حجم التراجع الذي تعيشه المدينة. الحفر التي تملأ الطرقات والبنية التحتية المتدهورة أصبحت شاهدًا على سنوات من الإهمال وسوء التخطيط. المشروعات التنموية التي كانت مصدر أمل وتطلعات نحو مستقبل أفضل إما توقفت أو تم تنفيذها بشكل غير كافٍ لتلبية احتياجات السكان.
بنجرير التي كانت تحلم بأن تتحول إلى مدينة حديثة وجاذبة للاستثمارات، تجد نفسها اليوم في مواجهة الفوضى والعشوائية، وكأن المدينة تخلت عن طموحاتها وأهدافها.

أزمة البنية التحتية: تراجع غير مبرر

تحسين البنية التحتية كان أحد الأهداف الرئيسية في رؤية التنمية بالمدينة، لكن بدلاً من أن ترى هذه الرؤية النور، تعثرت بسبب سوء التخطيط والتنفيذ أو الصراعات السياسية الضيقة . الطرقات المهترئة تعيق حركة المواطنين اليومية، وتفاقم من مشاكلهم الاقتصادية والاجتماعية. الشعور العام بين السكان هو أن مدينتهم تُهمل يومًا بعد يوم، وأن المسؤولين لم يقوموا بدورهم بشكل كافٍ، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع.

التدهور الأمني وارتفاع معدل الجريمة

بالإضافة إلى مشاكل البنية التحتية، تعاني بنجرير من ارتفاع كبير في معدلات الجريمة وانتشار المخدرات، وهو ما زاد من قلق السكان. هذه الظواهر السلبية، التي أصبحت تهدد نسيج المجتمع، دفعت العديد من الشباب إلى التوجه نحو مسارات منحرفة أو إلى الشارع من أجل الاحتجاج بحثًا عن فرص حياة أفضل.

مشكلة العربات المجرورة: تشويه للمنظر العام

إلى جانب التدهور في البنية التحتية والأمن، تأتي مشكلة العربات المجرورة بالدواب التي أصبحت ظاهرة عشوائية تشوه المنظر العام للمدينة. تنتشر هذه العربات في شوارع بنجرير بشكل غير منظم، ما يزيد من العشوائية ويعكس تدهورًا في مستوى الخدمات الأساسية. سكان المدينة يشعرون بالضيق من هذا الوضع، إذ تعتبر هذه العربات علامة على تراجع المدينة عن طموحاتها في التحول إلى مدينة حديثة.

انتشار الأزبال: أزمة بيئية وصحية

واحدة من المشاهد الأكثر إزعاجًا في شوارع بنجرير هي انتشار الأزبال والنفايات في كل مكان. هذا الانتشار يعكس غيابًا واضحًا لسياسات التحسيس والتوعية حول النظافة العامة، كما يكشف عن تراجع دور الجماعة المحلية في إدارة النفايات بشكل فعال. أكوام الأزبال التي تملأ الأرصفة والشوارع تشكل تهديدًا للصحة العامة، وتزيد من تعقيد حياة المواطنين الذين يطالبون بتحسين الظروف المعيشية في مدينتهم.

مبادرات جماعة بنجرير: هل يمكن إنقاذ ما تبقى؟

رغم هذا الواقع المؤلم، تبرز بعض المبادرات من السلطات المحلية وجماعة بنجرير في محاولة لإنقاذ المدينة. هناك جهود ملموسة للتدخل العاجل في إصلاح الطرقات والبنية التحتية، ;ونظافة المدينة  ومحاربة الظواهر الي تشوه صورة المدينة وأمن ساكنتها إلا أن هذه المبادرات تحتاج إلى دعم مستمر ومراقبة فعالة لضمان تنفيذها بالشكل الصحيح.

التطلع إلى المستقبل: هل من أمل؟

رغم التحديات الجسيمة التي تواجه بنجرير اليوم، لا يزال هناك بصيص أمل في أن تعود المدينة إلى سابق عهدها. لتحقيق هذا، يتطلب الأمر إجراءات جادة وسريعة من الدولة والجهات المسؤولة. ينبغي أن يكون هناك اهتمام أكبر بمساءلة المسؤولين عن الإخفاقات المتكررة، وكذلك دعم المشاريع التنموية الكبرى التي كانت المدينة تراهن عليها.

كما ينبغي تكثيف الجهود للتوعية والتحسيس بشأن النظافة العامة وإشراك المجتمع في إدارة النفايات، إلى جانب تعزيز الأمن ومحاربة الجريمة والمخدرات، بهدف إعادة الأمان والاستقرار للمدينة.

في النهاية، بنجرير تقف على مفترق طرق: إما أن تستمر في التراجع وتخسر هويتها وأحلامها، أو تتضافر جهود الجميع لاستعادة الحياة إلى شوارعها وإحياء حلم التغيير الذي كان يومًا قريبًا، لكنه بات اليوم يبدو بعيدًا.

 

 

 

 

 

 

 

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.