بورتريه : مليكة فتح الإسلام: بين الكلمة والفن، رحلة امرأة مغربية ملهمة
فور تنمية. خالد سلامة
مليكة فتح الإسلام هي نموذج حي للمرأة المغربية الطموحة، التي استطاعت أن تجمع بين الفن، الأدب، والعمل الجمعوي، لتصبح شخصية مؤثرة وبارزة في المشهد الثقافي والفني المغربي. وُلِدت في عام 1985 بدوار أولاد عمرو بمنطقة أولاد أملول الرحامنة، حيث بدأت رحلتها في الحياة بين أحضان القرية المغربية . بعد انتقال أسرتها إلى اليوسفية عام 1990، خطت مليكة أولى خطواتها نحو العالم الأدبي والفني، مُشكِّلة مسيرتها المتميزة التي تتسم بالشغف والإبداع.
ورغم حصولها على إجازة في القانون الخاص وشهادة تقني في كتابة المكتبيات، إلا أن شغفها بالكلمة المكتوبة دفعها إلى خوض غمار الأدب والشعر. برزت مليكة كشاعرة موهوبة وزجالة بصوت فريد، عكست في قصائدها هموم الإنسان المغربي بلغة الزجل الشعبي، لغة الناس البسيطة والمعبرة عن عمق الحياة.
صدر لها ديوانها الزجلي الأول “غزيل لكلام” في عام 2014، والذي تميز بأسلوب شعري غني بالصور والمشاعر، ثم تبعته بديوان آخر بعنوان “جمر لغرام” في عام 2024، ليؤكد حضورها القوي في الساحة الأدبية. لم تقتصر مليكة على الشعر فقط، بل كتبت أيضًا القصة والرواية، حيث أصدرت مجموعة قصصية بعنوان “ماذا لو…” وتعمل حاليًا على روايتها المرتقبة “ليلة واحدة لا تكفي”، مما يدل على تنوع اهتماماتها الأدبية واتساع آفاق إبداعها.
مليكة ليست فقط أديبة، بل أيضًا شخصية فاعلة في العمل الجمعوي، إذ تترأس فرع اليوسفية لرابطة كاتبات المغرب، حيث تسهم بجهودها في تمكين الكاتبات المغربيات ودعم الحركة الأدبية النسائية. كما تشغل منصب نائبة أمين المال لجمعية محترف الإشعاع للتنمية الثقافية والاجتماعية، وهي جمعية تهدف إلى تعزيز العمل الثقافي والفني في المغرب، مما يعكس التزامها العميق بخدمة المجتمع.
إلى جانب الأدب، كان المسرح جزءًا أساسيًا من حياة مليكة فتح الإسلام، إذ شاركت في مسرحيات عدة، منها “المحطة”، وساهمت في تنشيط العديد من الفعاليات الثقافية والمهرجانات. حضورها المسرحي يجسد شغفها بالفنون التعبيرية، ودورها الفاعل في تحريك المشهد الثقافي والفني.
تُمثل مليكة رمزًا للمرأة المغربية المثقفة والمبدعة، التي تسهم بشكل فعّال في ترسيخ مكانة الثقافة المغربية على المستويين المحلي والدولي. إنها بحق سفيرة للإبداع المغربي، تلهم الأجيال الجديدة من الكاتبات والمبدعات، وتبرز قدرة المرأة المغربية على الجمع بين الفكر والعمل، والتأثير بعمق في مجتمعها.