OCP

“الاقتصاد الإيجابي في مواجهة الهاوية”. حوار مع جاك أطالي

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

فور تنمية: ترجمة منير الحجوجي

أعطى جاك أطالي Jacques Attali، وهو واحد من الرجال الأكثر تأثيرا في أوروبا بل في العالم الأن، هذا الحوار عشية البريكسيت والانتخابات الأوروبية (2018). يقدم أطالي هنا تحليله حول حاضر/مستقبل أوروبا والعالم. يشرح أيضا لماذا يومن بالاقتصاد الايجابي وباليوطوبيا. لكنه يتنبأ بأزمة اقتصادية ـ وإيكولوجية ـ كبرى.

سؤال: تناضلون بقوة من أجل التنمية المستدامة؟.

جاك أطالي: نسميها تنمية “ايجابية”. “مستدامة” كلمة تحيل بشكل مفضوح الى المظهر الإيكولوجي. بالنسبة لنا، تكون التنمية “ايجابية” عندما تكون مستدامة من الناحية الإيكولوجية والاجتماعية أيضا.

سؤال: هل هناك استعجال؟.

جواب: هناك أكثر من استعجال. نحن أمام استعجال اجتماعي لأن هناك تسريع بشع في عملية تركيز الثروات في بعض الأيادي، وهو أمر كنت قد تنبأت به قبل 15 سنة، بفعل عولمة الأسواق دون عولمة قاعدة القانون.
تخلق عولمة الأسواق ظلما ولامساواة لا يتم أبدا معالجتهما بسياسة شاملة لإعادة توزيع الثروات. النسق في طريقه الى الانفجار، لأن هناك تركزا خطيرا للثروات، وفقراء أكثر فأكثر. وان لم نفعل شيئا فستنغلق الأمم على نفسها فيما ستقودنا النزعة الحمائية نحو الكارثة. هناك أيضا استعجال إيكولوجي، مع التغيرات المناخية التي يتوجب ايقافها.

سؤال: تدافعون منذ سنوات طويلة عن “الرأسمالية الايجابية”، وتطرحون في هذا الصدد 45 اقتراحا. هل يتقدم تفعيل هذه الاقتراحات؟.

جواب: الرأسمالية والديموقراطية حتى أكون أكثر دقة (يضع أطالي واو الإضافة بالحرف الكبير). والسبب هو أنه لا يمكننا أن نقتصر على أمور غير مستدامة، وذلك في كل المجالات. في مجال المالية، بدأت صناديق الاستثمار تعي بأنها ان لم تمول أشياء إيجابية فسيتم وصمها بالمجرمة. انهم يطلبون من مؤسستنا “كود بلانيط” (مؤسسة أطالي. المترجم) أن تساعدهم على أن يقيموا بشكل أفضل القطاع حيث يتوجب الاستثمار وفق مبدأ الإيجابية هذا، لهذا خلقنا دليلا لقياس ايجابية المدن والبلدان. أنا الأن على اتصال مع مدينة بروكسيل من أجل تقييم ايجابيتها. نقيس أيضا ايجابية المقاولات، التي يتوجب عليها أن تكون ايجابية بالفعل، وليس فقط على مستوى الشكل. في فرنسا يسير القانون المسمى “باكط” في اتجاه ألا تكون مقاولة تجميعا فقط لرساميل ولكن كذلك لفاعلين أخرين يشتغلون في أفق المصلحة الجماعية. أطلقنا أيضا فكرة غرفة خاصة بالأجيال القادمة. الأمور تتقدم.

سؤال: هل أخذ البعد الطويل الأمد بعين الاعتبار يتلاءم مع السوق والديموقراطية؟.

جواب: نحن نرى كيف يمكن للبعد الطويل الأمد أن يتلاءم مع السوق، لكن من الصعب ملائمته مع الديموقراطية. لذلك هناك احتمال كبير أن يحدث انزلاق شمولي. ان لم نحل أي شيء، ان انتظرنا أكثر من اللازم، فسنسير بلا شك صوب توتر شمولي. نحن نقاتل في هذه المؤسسة حتى نتفادى أن نمر عبر هذا الانعطاف الشمولي.

سؤال: هل بإمكان الديموقراطية والسوق الإيجابيين أن يوقفا الشعبوية؟.

جواب: نعم. بإمكانهما وقف الشعبوية التي رأينا نتائجها مع بداية القرن 20. كان لدينا كل شيء لنكون سعداء، التقدم، التفاؤل، لكن كل هذا تم هدمه بسبب الشعبوية فحصلنا على 80 سنة من الشمولية . كان بالإمكان تفادي كل هذا، ولا يجب أن يتكرر الأمر.

سؤال: هل لازال هناك مكان لليوطوبيا؟.

جواب: طبعا. العلم لا يعمل الا باليوطوبيات. يوطوبيا الجمال، يوطوبيا الموسيقى مثال جيد لما أقصده. يوطوبيا اللطف، الغيرية. الصراع الكبير اليوم، لا يجب أن يكون دفاعا عن النزعة الفردية، ولكن انتصارا للنزعة الغيرية. أومن كثيرا بانتصار الغيرية.

سؤال: هذه اليوطوبيا، هل تدافع عنها، تبثها بوصفك رئيس أوركسترا موسيقية؟.

جواب: أعتقد – حتى أستعمل استعارة أحبذها – أن صورة الأوركسترا منبئة بتطور الاقتصاد بشكل عام. الأوركسترا شراكة بين ناس يأتون من أجل مشروع قبل أن يتفرقوا كل من أجل إنجاح مساره الشخصي. هذا هو عالمنا غدا. ستكون المقاولات أقل استدامة مما نرى الأن. ناس أكثر فأكثر سيجتمعون بينهم من أجل مشروع من أجل 10 أو 15 سنة ثم سينفصلون عن بعضهم نحو مشروع أخر. لا شيء في الحياة يمكنه أن تكون له دلالة ان لم يكن هناك مشروع.

سؤال: ألا يمكن لهذه الطريقة في النظر أن تخيف الناس؟.

جواب: في الإصلاحات الأهم، هناك، بالنسبة لي، فكرة ثورية مفادها أن كل شخص لا يعمل يجب تعويضه حتى يتكون. هذه فكرة تجيب على مسألة الهشاشة، تسمح بتكوين الناس وهي تحيل الى يوطوبيا قديمة انتهت بأن تفرض نفسها، تلك التي تفيد بأنه يتوجب علينا تعويض كل شخص مريض حتى يتعالج. من مصلحة الجماعة أن تعالج وألا تكون معدية. نفس الشيء بالنسبة للتكوين. في الأوركسترا من مصلحة كل موسيقي أن يكون زميله في الفرقة في حالة جيدة. انه الإصلاح الكبير للقرن 21. كل تكوين يستحق أجرا.

 

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.