OCP

“الاقتصاد الأزرق حلا لمشكل العالم”. حوار مع كونتر باولي

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

فور تنمية: ترجمة منير الحجوجي

 

كونتر باوليGunter Paoli هو منظر الاقتصاد الأزرق. وهي نظرية يقدمها كونتر باعتبارها ما سيسمح بتفادي المحرقة. لنتابع.

سؤال: أستاذ كونتر، أنت رجل اقتصاد بطبيعة تكوينك. كيف بدأت الاهتمام بالإيكولوجيا؟.

كونتر باولي: كنت مالك شركة لصناعة مواد التنظيف المنزلي. ثم تنبهت الى أن شركتي التي كانت تستغل زيت البالما كانت تدمر الغابات ومنازل سكان الغابة. كيف يمكنني أن أكون مقاولا أخضر وأنا أخرب النسق الإيكولوجي في الغابة المدارية الرطبة؟ ان هذا هو ما غيرني حقا. بعت شركتي وأسست مؤسسة “زيري” (البحث والمبادرات بصفر تلوث).

سؤال: هل لك أن تشرح لنا ماذا يعني الاقتصاد الأزرق؟.

جواب: الاقتصاد الأزرق شيء بسيط الى حد ما. يكمن هذا الاقتصاد في استعمال ما هو موجود على المستوى المحلي من أجل خلق قيم مضافة. نريد قبل أي شيء الاستجابة لحاجيات الساكنة المحلية. نحن لا نركز على خفض تكلفة المنتوج سعيا وراء غزو العالم. نريد ببساطة أن نجود قيمة الشيء. وما ان ننزل هذه الخطاطة، حتى نصبح أكثر تنافسية ونقدم أكثر ما يمكن من الأشياء المربحة للمستهلكين وللزبناء المحليين.

بالنسبة لي، تعلمنا الطبيعة أن نبحث عن الحلول من قلب الطبيعة التي تعطينا البرهان يوميا على أن هذا النوع من الحلول اشتغل بكل نجاح منذ ملايين السنين.

الكائن الوحيد فوق الأرض القادر على انتاج النفايات هو الانسان. الكائنات الأخرى لا تنتج أبدا النفايات لأن ما ينتج يحول دوما الى طاقة، الى غذاء، الى مادة من أجل كائن أخر.

يجب فقط أن ننصت لحكمة الأنساق الإيكولوجية التي توفر الطاقة والغذاء، تدور النفايات، تستجيب لحاجيات الكل وتعيد انتاج ذاتها بلا توقف. يجب وضع حلول ذكية جديدة تتأقلم مع أية وضعية محلية انطلاقا من تصور حلقات انتاج تستلهم طريقة اشتغال الطبيعة حيث لا توجد نفايات وحيث كل شيء يتم تدويره في قلب سيرورة منسجمة تماما مع نفسها، مع محيطها.

سؤال: قمت بتجربة في جزيرة الهيرو في الكناري، هل لك أن تحدثنا عن هذه التجربة؟.

جواب: كانت ساكنة هذه الجزيرة تعتقد أنه في غضون 20 حتى 30 سنة لن يتبقى أحد على الجزيرة، وأن الساكنة كلها ستهاجر نحو برشلونة، فلنسيا أو مدريد. جزء كبير من الساكنة تجند اذن من أجل رفع التحدي والبقاء بل وحتى العمل على إرجاع الأطفال الذين كانوا قد غادروا قبلا. وانطلاقا من تلك اللحظة، تمت صياغة كل شيء في أفق إحياء أنشطة مختلفة كالصيد، تربية المعز، الفلاحة، العنب، المجازر، الطاقات، الماء ومعالجة النفايات… الخ..
واليوم أصبحت الهيرو جزيرة مرجعية في اسبانيا. تطور الصيد هنا بشكل يفوق أية منطقة اسبانية أخرى. ثمن حليب المعز هو 2 أورو ونصف، هناك انتاج الخمر بنسبة 1800000 لتر، الأمر ليس كبيرا جدا، لكنه يبقى خمرا محليا. نجحنا في خلق قيم مضافة والحفاظ على المال داخل المنطقة، السيولات المالية تتحرك محليا الأن، وهذا أمر مهم للغاية على المستوى الاقتصادي، بما أنه يقوم بمضاعفة الثروة.

سؤال: هدفك، دائما في علاقة بنفس المشروع، هو أن تجعل جزيرة باك مستقلة طاقيا؟.

جواب: تماما، عندما تكون قد نجحت في تحويل تام لجزيرة لم يكن لها أي مستقبل، تفهم حينها بأن جزرا أخرى يمكنها أن تتبع هذا النموذج.

عندما كنا نعمل في الهيرو، لم نكن نعرف أي شيء عن غاز الهيدروجين، ولا عن كيفية دمج الطاقة المنتجة من البلاستيك، لذلك يظهر لي أن الوقت قد حان لتغيير النموذج الذي تتبعه جزيرة باك.

في أمريكا الجنوبية، الكل يعرف بأن منطقة رابا نويس تعيش كارثة إيكولوجية حقيقية. لكن مع مؤسسة “رايس فور واتر”، نعتبر أن تجاربنا يمكن أن تستثمر في العثور على حلول وفرص حقيقية.

سؤال: ما الذي تشكله المحيطات بالنسبة لك؟.

جواب: اعتقد الكائن البشري بأن حل مشاكل الأكل والطاقة والماء يوجد على اليابسة. والحال أن اليابسة تشكل 30 بالمئة من الكوكب فيما تشكل المحيطات 70 بالمئة. لماذا نقتصر على بضعة سنتمترات من طبقة اليابسة من أجل انتاجاتنا؟. هناك وسيلة تسمح باستغلال أكبر للمحيطات لسد الحاجيات الغذائية والطاقية للغد. في المحيطات يمكنكم أن تنتجوا بطريقة ثلاثية الأبعاد، وهي طريقة تسمح لكم بالحصول على انتاج لانهائي. للماء كثافة أكبر من الهواء، كما أن الأكل الذي يمكنكم توزيعه عبر البحر هو أكثر فعالية من الذي يمكنكم توزيعه عبر اليابسة. خذ الطحالب. فهي، في الوقت نفسه، تحمي النباتات البحرية، تساهم في التنوع الحيوي للمحيطات، تسمح بإنتاج كميات مهمة من البيوغاز، وتساعد في نهاية المطاف على الإنتاج الطاقي.

سؤال: تشتغل مؤسستك يدا بيد مع مؤسسة “رايس فور واتر”.. هل هذا هو الوضع الطبيعي للأشياء؟.

جواب: تتوفر المؤسسة على باخرة هي نموذج مصغر للتكنولوجيات التي لا تعمل الا انطلاقا مما هو متوفر محليا (ريح، شمس، ماء بحر). تعمل المؤسسة لخلق قيم مضافة من مثل محركات الدفع، أو الماء الصالح للشرب…. الخ… بالنسبة لي يتعلق الأمر بنفس ما أفكر فيه، لأني أروم البرهنة على أنه بإمكاننا أن نحول واقعا فقط بما نملكه.
نتوفر، أصدقائي في “رايس فور واتر” وأنا، على مقاربات ثقافية متشابهة: نقوم بأشياء، ونبرهن على أن الأمور تعمل، ما يسمح لنا، انطلاقا من كل هذا، من أن نكون في موقع يلهم أولئك الذين سيحملون المشعل في مستقبل الأيام…

لن يمكن لمؤسستينا لوحدهما أن تثوران كل شيء. نحن في حاجة لأن نلهم بشكل ملموس ناسا سيقومون بما يجب من أجل تغيير العالم.

 

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.