هل تخلى المثقفون المغاربة عن أدوارهم ؟
فور تنمية
السؤال الذي يطرحه الكثيرون وهو حول ما إذا كان المثقفون المغاربة قد تخلوا عن أدوارهم وهو السؤال الذي يعكس قلقًا حول تراجع تأثيرهم في المجتمع والسياسة. ومع ذلك، الإجابة تتطلب تمييزًا بين عدة مستويات:
1. الدور التقليدي للمثقف: في الماضي، كان المثقف يشكل عمودًا فقريًا في القضايا الوطنية والسياسية، وكان يتصدر النقاشات حول الهوية، التحديث، والعدالة الاجتماعية. وقد شهدت فترة الاستعمار وما بعدها مساهمات كبيرة من مثقفين مغاربة في المقاومة الثقافية والسياسية.
2. التغيرات في العصر الرقمي: اليوم، يواجه المثقفون تحديات كبيرة في ظل التغيرات الثقافية والتكنولوجية. التواصل الرقمي وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي جعلا من الصعب على المثقفين الاحتفاظ بنفس التأثير السابق. وقد تكون هناك أيضًا حالة من العزلة أو عدم التجاوب مع الواقع الاجتماعي المعقد والمتحول بسرعة.
3. الالتزام الثقافي: لا يمكن القول بأن المثقفين المغاربة قد تخلوا تمامًا عن أدوارهم. ما زال هناك كثير من المثقفين الذين يساهمون في النقاش العام من خلال الأدب، الفنون، والندوات الفكرية. لكن قد يكون هناك تراجع في فعالية الدور بسبب عوامل سياسية واقتصادية واجتماعية، أو بسبب أن الخطاب الثقافي لم يعد يجد صدى كما كان في السابق.
4. التحديات السياسية والاقتصادية: قد يشعر بعض المثقفين بأن البيئة السياسية والاجتماعية الحالية ليست محفزة للخطاب النقدي والتغيير الاجتماعي، مما أدى إلى نوع من “الانسحاب” أو “التراجع” عن الميادين العامة.
إجمالًا، دور المثقف لا يزال قائمًا، لكنه يمر بمرحلة من التكيف مع تحديات العصر الجديد.