“من الإيغو إلى الإيكو: استراتيجية منير الحجوجي لإنقاذ الأرض”
فور تنمية
كتاب الباحث المغربي منير الحجوجي “من الإيغو إلى الإيكو” يعبر عن دعوة ملحة للتفكير في كيفية إنقاذ كوكب الأرض، وليس فقط في إدراك حجم الكارثة البيئية. يركز الحجوجي في كتابه على ضرورة التحول من الأنانية البشرية (“الإيغو”) إلى الوعي البيئي المشترك (“الإيكو”)، مشددا على أن الأزمات البيئية التي تسببها الأنشطة البشرية قد بلغت حدودًا خطيرة تهدد استدامة الحياة على الأرض.
يبرز الحجوجي في كتابه أن الرهان اليوم يجب أن يكون على وقف الكارثة البيئية من خلال العمل الجاد على مستوى المجتمع ككل، وليس فقط الاعتماد على السياسيين الذين يعتبرهم مشلولين وعاجزين عن اتخاذ القرارات اللازمة لمواجهة الأزمة. بدلاً من انتظار التغيير من القادة أو النخب، يقترح الحجوجي أن يبدأ الأفراد والمجتمعات المحلية بتحمل مسؤولياتهم الفردية، عبر إبداع حلول من أسفل الهرم الاجتماعي.
ومن الأمثلة التي يستشهد بها الحجوجي، هو قصة طائر “كوليبري” الذي يحاول إخماد حرائق الغابة بجهوده البسيطة رغم هروب باقي الحيوانات، حيث يرى فيه رمزًا للتحرك الفردي المسؤول، وإن بدا بسيطًا أمام التحديات الكبرى. يدعو الكاتب إلى تأسيس حركة جماعية تضم أفرادًا وجماعات يعملون على تنفيذ مبادرات صغيرة، مثل الدعوة إلى تغذية طبيعية كاملة في المدارس، وممارسات محلية أخرى لمواجهة مختلف الأزمات، مثل السرطانات البيئية والاجتماعية.
إجمالًا، يضع الحجوجي المسؤولية في يد كل فرد، ويحث على العمل الجماعي المتواصل لإنقاذ العالم عبر خطوات تدريجية تبدأ من المحيط القريب للفرد، بهدف إعادة بناء الحياة بشكل يحترم حاجيات الإنسان والطبيعة وحب الحياة.