OCP

“منتدى وزارة بنموسى”: وصلة فنية من 20 دقيقة للكوميدي حسن الفد ب 20 مليون سنتيم !

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

فور تنمية

 

في خطوة جريئة تعكس روح الابتكار في تدبير قطاع التعليم بالمغرب، قررت وزارة التربية الوطنية والتعليم والرياضة تنظيم “المنتدى الوطني للمدرس”، الذي أثار ضجة كبيرة ليس لجودة محتواه المنتظر، بل للمصاريف التي بلغت نصف مليار سنتيم! نعم، نصف مليار سنتيم لحدث من المفترض أنه موجه لنساء ورجال التعليم، الذين على ما يبدو، ينتظرون تعويضات مالية منذ سنوات، فقط ليجدوا هذه المبالغ تذهب لتمويل “عرس” يبدو أن أبطاله الحقيقيين ليسوا المدرسين، بل حسن الفد وباقي المدعوين.

المنتدى، الذي سيجمع حوالي 3000 من نخبة “مختارة بعناية” من نساء ورجال التعليم، سيتضمن حوالي 150 مداخلة. لكن المفاجأة الكبرى، التي أثارت الحبر والكثير من الاستغراب، هي أن شرف افتتاح المنتدى لم يُمنح لفيلسوف، أو مفكر تربوي، أو باحث أكاديمي، بل منح لممثل كوميدي! أجل، حسن الفد سيتولى مهمة الافتتاح. وكم ستكون التكلفة؟ فقط 20 مليون سنتيم عن وصلة لن تتجاوز 20 دقيقة. بعملية حسابية بسيطة، يتقاضى الفد مليون سنتيم لكل دقيقة! هل هي “دقيقة ذهبية” على غرار التلفزيون أم ماذا؟

وبينما تقفز الأسعار وتتنافس الأزمات المالية على الأبواب، يبدو أن الوزارة لم تجد أزمة في تمويل هذا الحفل الباذخ. لكن، عندما يتعلق الأمر بتسوية الملفات العالقة لنساء ورجال التعليم، تتحجج بـ”شح الميزانية” و”الأزمة الاقتصادية”! يبدو أن الأزمات تختفي بسرعة عندما يحين وقت الاحتفالات.

السحيمي، الفاعل التربوي المعروف بخرجاته الجريئة على وسائل التواصل الاجتماعي، تساءل ساخرًا عن “دور الموارد البشرية”، خاصة أن المنتدى يركز على تكوين المدرسين، لكن الغريب أن مدير الموارد البشرية ليس من ضمن المتدخلين! هل نسيت الوزارة دعوته؟ أم أن “مول العرس” مشغول في حفل آخر؟

وليس هذا فحسب، فالمنتدى الضخم جدًا تجاهل أيضًا النقابات، التي يُفترض أنها “شريك اجتماعي” في قضايا التعليم. السحيمي تساءل بمرارة: “أين هو الدور الاقتراحي للنقابات؟ ألم يكن من الأفضل الاستماع إلى مقترحاتها؟” لكن يبدو أن النقابات لم تحصل على بطاقة دعوة، ربما لأن الوزارة قررت أن “الكعكة” لا تكفي الجميع!

بين حسن الفد الذي سيحصل على “ثروة صغيرة” مقابل بضع دقائق، وتعويضات 150 مؤطرًا قادمًا بعضهم من خارج البلاد، يتساءل رجال ونساء التعليم: متى يحين دورنا؟ ومتى ستلتفت الوزارة إلى تسوية ملفاتنا العالقة؟

باختصار، يبدو أن “المنتدى الوطني للمدرس” ليس منتدى للمدرس بقدر ما هو “حفل استعراضي”، حيث تتصدر الأضواء، وتتنافس الميزانيات، وتظل مشاكل التعليم الحقيقية خلف الكواليس. ربما حان الوقت لأن يُفتتح منتدى جديد بعنوان: “المنتدى الوطني للأزمات التعليمية”.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.