OCP

حديث عما وقع صباح اليوم في بنكرير ..بعيدا عن لغة الإدانة الطبيعي , قريبا من هموم الشباب

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

فور تنمية

بعيدًا عن لغة الإدانة، نقف أمام هذا المشهد لا لنحكم على ما حدث، بل لنفهم ما وراءه. ذلك الشاب الذي وقف في الشوارع صباح اليوم، وقلب حاويات القمامة، لم يكن يبحث عن الفوضى أو عن مجرد فعل غير مسؤول. كان يبحث عن شيء أكثر عمقًا، شيء قد يكون مفقودًا في حياته وفي حياتنا جميعًا: الاعتراف بالوجود.

في فعلته، قد نرى صدى لصراع داخلي بين مشاعر مكبوتة وتحديات لم يُسمح لها أن ترى النور. كان الشاب، في لحظة قلب الحاويات، يعبر عن ألم غير مسموع، عن اختناق نفسي واجتماعي. كل حاوية كانت تشبه صفحة مطوية من دفتر مشاعره، دفتر قد امتلأ بما لم يُقال، بما لم يُعترف به. كانت تلك الحاويات، التي تجمّعت نفايات المدينة فيها، تعكس بدورها نفايات منسية في الروح، آلامًا وأحلامًا تركت جانبًا، مثل تلك القمامة التي لم يُلتفت لها إلا بعد أن أصبحت في قلب الشارع.

بدون إصدار أحكام، يمكننا أن نسأل أنفسنا: ماذا قد يدفع شابًا من بنكرير للقيام بمثل هذا الفعل؟ هل هو غضب؟ هل هو إحباط؟ أم هو رغبة في كسر الصمت الذي يحيط به؟ الشاب، في تلك اللحظة، لم يكن يصرخ بلسانه، بل بفعله. لم يكن يريد لفت الانتباه لمجرد إثارة البلبلة، بل ربما كان يسعى لجعل العالم يلاحظ وجوده، أن يشعر أحدهم بما يحمله قلبه من ثقل.

في نهاية المطاف، هذا الشاب هو مرآة لكثيرين قد لا تُسمع أصواتهم، قد يشعرون أن العالم ماضٍ في مساره دون أن يأخذ لحظات ليفهم أو يشعر. وبينما نمر بجانب تلك الحاويات المقلوبة، يجب أن نتساءل: كم من القلوب مقلوبة مثلها؟ كم من الأرواح تنتظر من يمدّ يده لا ليعيدها إلى مكانها، بل ليقول: “أنا أرى ما في داخلك”.

ملاحظة أخيرة : تم توقيف الشاب من قبل الشرطة المحلية من أجل التحقيق معه حول ماقام به .

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.