OCP

جامعة محمد السادس ببنجرير: بين التوقعات العالية والتحديات المجتمعية

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

فور تنمية

منذ تأسيسها عام 2017، أثارت جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P) في بنجرير اهتمامًا واسعًا على المستويين الوطني والدولي. بفضل موقعها الاستراتيجي وتركيزها على الابتكار والبحث العلمي، أصبحت الجامعة رمزًا للتقدم والتعليم العصري. ومع ذلك، ورغم الإنجازات الكبيرة، هناك تحديات وانتقادات يعبر عنها بعض سكان بنجرير بشأن الفجوة بين المجتمع المحلي والجامعة، وهو ما يعكس توقعات عالية وتحديات التواصل المستمرة.

1. الفجوة بين المجتمع الأكاديمي والمحلي

رغم الفوائد الواضحة التي جلبتها الجامعة للمدينة، مثل تحسين البنية التحتية وخلق فرص العمل، يشعر بعض السكان بأن الجامعة ما زالت بعيدة عن المجتمع المحلي. يُنظر إلى الجامعة أحيانًا كـ”جزيرة معزولة” ضمن بنجرير، خاصةً بسبب الفارق بين نمط الحياة داخل الحرم الجامعي والتحديات التي يواجهها سكان المدينة في حياتهم اليومية.

يتساءل البعض عن مدى استفادة المجتمع المحلي بشكل مباشر من الموارد التي تقدمها الجامعة، سواء على صعيد البحث العلمي أو المبادرات المجتمعية. على سبيل المثال، توجد مبادرات أكاديمية وتقنية متقدمة داخل الجامعة، لكن قلة من السكان المحليين يستطيعون الوصول إليها أو المشاركة فيها. هناك حاجة ماسة لجعل الجامعة أكثر انفتاحًا على المجتمع المحلي، عبر تنظيم برامج مفتوحة وفعاليات يشارك فيها سكان المدينة بفعالية أكبر.

2. الفرص التعليمية المحدودة

بينما تقدم جامعة محمد السادس تعليمًا عالي الجودة، يواجه العديد من الطلاب المحليين عقبات كبيرة تحول دون الالتحاق بها، خاصةً بسبب تكاليف الدراسة المرتفعة. رغم أن الجامعة تقدم منحًا دراسية لعدد محدود من الطلاب، إلا أن هذه المنح لا تكفي لتغطية احتياجات الجميع، مما يخلق شعورًا بالاستبعاد لدى بعض الطلاب الطامحين من بنجرير.

هذا الأمر يطرح تساؤلات حول مدى إمكانية توسيع فرص التعليم لسكان المدينة، خاصةً من الفئات ذات الدخل المحدود. بعض الأهالي يعبرون عن رغبتهم في زيادة المنح الدراسية الموجهة لأبناء المدينة والمناطق المحيطة، وذلك لإعطائهم الفرصة للاستفادة من هذا الصرح التعليمي الكبير، والمساهمة في التنمية المحلية.

3. تأثير الازدحام والضغط على الخدمات

من بين الانتقادات الأخرى التي يعبر عنها السكان، هناك موضوع الازدحام المتزايد والضغط على الخدمات العامة. مع توافد الطلاب والأساتذة والزوار من داخل المغرب وخارجه، شهدت المدينة نموًا سكانيًا ملحوظًا، مما أدى إلى زيادة الطلب على السكن والنقل والخدمات الأساسية. هذا النمو السريع تسبب في ارتفاع أسعار العقارات والإيجارات، ما جعل من الصعب على بعض العائلات المحلية تأمين سكن بأسعار معقولة.

كما أدى الضغط المتزايد على خدمات النقل والمرافق العامة إلى خلق تحديات يومية، حيث أصبح الوصول إلى بعض الخدمات أكثر تعقيدًا بالنسبة للسكان المحليين. ويأمل العديد من السكان في تحسين هذه البنية التحتية والخدمات العامة بما يتناسب مع هذا التوسع الحضري.

4. التطلعات المستقبلية: دور أكبر للمساهمة المجتمعية

رغم التحديات، هناك توقعات كبيرة من سكان بنجرير تجاه الجامعة لدورها المستقبلي في تعزيز العلاقة بين الحرم الجامعي والمجتمع المحلي. العديد من السكان يطمحون إلى رؤية الجامعة تتخذ خطوات أكثر وضوحًا نحو معالجة التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجهها المدينة.

من بين الأفكار التي يطرحها السكان:

مبادرات مجتمعية أوسع نطاقًا: يعتقد الكثيرون أن الجامعة يمكن أن تساهم بشكل أكبر في تدريب الشباب المحليين وتزويدهم بالمهارات العملية التي تؤهلهم لدخول سوق العمل، خاصةً في المجالات التقنية والمهنية. كما يُتوقع من الجامعة أن توفر برامج تعليمية موجهة للأطفال والشباب من الأسر الفقيرة، مما يساهم في تحسين فرصهم المستقبلية.

تشجيع المشاريع المحلية: هناك من يرى أن الجامعة يمكن أن تلعب دورًا أكبر في دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة من خلال تقديم الدعم المالي والتقني لرواد الأعمال المحليين. كما أن تشجيع الطلاب على العمل مع المجتمعات المحلية في مشاريع التنمية قد يُعزز من دور الجامعة في خلق تأثير إيجابي مباشر على اقتصاد المدينة.

5. جامعة محمد السادس كبوابة للتغيير

في النهاية، يبقى دور جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية في بنجرير بالغ الأهمية في تحقيق التنمية الشاملة، رغم التحديات التي يطرحها السكان المحليون. هناك توقعات كبيرة من الجامعة لتعزيز انخراطها في النسيج الاجتماعي للمدينة، وتوسيع فرص التعليم والمساهمة في معالجة التحديات الاقتصادية والخدمية.

بينما يعترف السكان بالدور الكبير الذي لعبته الجامعة في تحسين المدينة وجذب الاستثمارات، يطمحون لرؤية شراكة أكثر عمقًا وتواصلًا أكبر بين الجامعة والمجتمع المحلي. فمن خلال توسيع مبادراتها المجتمعية ودعم المشاريع المحلية، يمكن للجامعة أن تصبح قوة محركة للتغيير الإيجابي والتنمية المستدامة، ليس فقط لبنجرير ولكن للمنطقة ككل.

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.