بورتريه: محمد بوخار أو تربة بنكرير الأصيلة.. ذاكرة نابضة بالمكان والزمان .
فور تنمية: خالد سلامة
محمد بوخار هو نموذج للمثقف الشامل، الذي لا يقتصر إبداعه على مجال واحد، تجده، يقف شاهدًا على الزمن الذي مضى، والمكان الذي لا يزال ينبض بالحياة. إنه ليس مجرد كاتب أو فنان تشكيلي أو حتى رجل سياسة، بل هو حافظ للذاكرة، وراوٍ لأسرار الأمكنة التي تسكنه، والشخصيات التي شكلت وجدانه.
وُلد عام 1952، وأصبح أستاذًا للغة العربية، قبل أن يبرز كروائي وفنان تشكيلي. قضى بوخار عقودًا من حياته في السياسة، إلا أن عودته إلى الأدب بعد تقاعده جعلته يستعيد هويته الإبداعية.
منذ منتصف الثمانينيات، ترك بوخار بصمة لا تُمحى في المجال الثقافي، بفضل تأسيسه لجمعية الإقلاع الثقافي ونادي الإقلاع السينمائي. في وقت كانت فيه المنطقة مجرد جماعة قروية مغبرة، سعى بوخار إلى خلق إشعاع ثقافي في ابن جرير، إلى جانب زملائه، ليضع اللبنة الأولى للفعل الثقافي. كان يُعرف بالتزامه التام وتفانيه في العمل الجمعوي، سواء بحضوره الدائم أو مساهماته المالية، أو مشاركته في أنشطة الجمعية.
أبدع بعد تقاعده رواياته الثلاث: ” النيرية” و ” إسبيرانزا” و”أبا مراكش” وفي كل عمل روائي من أعماله، يحمل بوخار القارئ في رحلة عبر الزمان والمكان، ليعيش تجارب مختلفة، ويكتشف عوالم جديدة، تجعل من أدبه ذاكرة جماعية للإنسانية، تحتفظ بأسرار الحياة وألوانها المتعددة.
في رواياته مثل “النيرية”، “إسبيرانزا”، و”أبا مراكش”، يقدم بوخار صورة دقيقة وحساسة للمكان والزمان، حيث يمزج بين الواقعي والخيالي بطريقة تجعل من كتاباته تجربة فريدة للقارئ.
إلى جانب الأدب، يجد بوخار في الفنون التشكيلية وسيلة أخرى للتعبير عن أفكاره ورؤيته للعالم. لوحاته، مثل رواياته، تحمل طابعًا تأمليًا وتجريبيًا يعكس رؤيته العميقة للعالم من حوله.
محمد بوخار، سواء في أدبه أو فنه التشكيلي، هو فنان شامل، يجد في كل وسيلة تعبيرية ساحة جديدة لاستكشاف ذاته والتواصل مع العالم من حوله. لوحاته، مثل كلماته، هي نافذة إلى عالم مليء بالإبداع والتأملات، تعكس بصدق روح الفنان الذي يسكن في داخله.