OCP

بورتريه: الدكتورة سعيدة عزيزي – صوت التراث ونبض الأرض والقصيدة

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

فور تنمية: خالد سلامة

 

سعيدة  عزيزي هي أكاديمية مغربية بارزة متخصصة في المناهج والنقد، وذات اهتمام عميق بالتراث المغربي، خصوصًا تراث منطقة الرحامنة. تعمل  كأستاذة في جامعة الحسن الثاني بالمحمدية منذ عام 1991، وشغلت عدة مناصب علمية وإدارية مهمة، من بينها رئاسة شعبة الدراسات العربية والإشراف على وحدة السلك الثالث المتعلقة بتحقيق وتوثيق التراث المغربي المخطوط والشفهي.

إلى جانب مسيرتها الأكاديمية، شاركت في تأطير عدد كبير من الطلبة في مجال التراث الثقافي وتحقيق المخطوطات، ونسقت أول ماستر مغربي متخصص في الأرشفة الإلكترونية للتراث اللامادي. درّست مواد متعددة تتعلق بالتراث والمناهج، مثل الكوديكولوجيا وعلم الجمال والنقد المعاصر، وأسهمت في عدة مجموعات بحثية حول التراث والبلاغة وعلم اللسان العربي.

نشاط الدكتورة سعيدة  عزيزي تجاوز المجال الأكاديمي ليشمل العديد من الفعاليات الثقافية والعلمية داخل المغرب وخارجه، حيث شاركت في ندوات دولية حول التراث الشعبي والمعماري، ونظمت ملتقيات حول الشعر والتراث. كما أصدرت عدة كتب، منها “مكنز التراث الشعبي المغربي” و”التراث اللامادي بقبائل الرحامنة”، بالإضافة إلى ديوان شعري بعنوان “نوارس الوقت”.

على المستوى الاجتماعي، هي ناشطة في عدة جمعيات نسائية وتنموية، ولها إسهامات في مجال حقوق الإنسان والمرأة، كما كانت عضوة في حزب الأصالة والمعاصرة ومناضلة سياسية في مجال تمكين النساء.

تُعرف  عزيزي بمواقفها الجريئة وآرائها الصريحة، وتعتبر صوتًا قويًا في توثيق التراث المغربي، سواء من خلال البحث العلمي أو العمل الجمعوي والسياسي.

إلى جانب مسيرتها الأكاديمية والمهنية المتميزة، تُعتبر الدكتورة سعيدة   عزيزي مثالًا للمرأة المثقفة والنشيطة التي تجمع بين البحث العلمي والعمل الاجتماعي والسياسي.

إسهاماتها في مجال التراث: ارتبطت سعيدة  عزيزي ارتباطًا وثيقًا بدراسة التراث المغربي، حيث وضعت جهدًا كبيرًا في توثيق التراث الشعبي واللامادي لمنطقة الرحامنة بشكل خاص. من خلال كتابيها “مكنز التراث الشعبي المغربي” و”التراث اللامادي لمنطقة الرحامنة: سؤال الذاكرة والهوية”، استطاعت إبراز عناصر هذا التراث وإتاحته للجيل الجديد. يُعتبر عملها على تحقيق المخطوطات من الإسهامات القيمة في الحفاظ على التراث المكتوب وتوثيقه للأجيال القادمة، حيث حققت عددًا من المخطوطات التاريخية المهمة، مثل “ذخيرة المحتاج – سفر فاطمة الزهراء” و”عذب الموارد في رفع الأسانيد”.

أعمالها الشعرية والنقدية: بالإضافة إلى اهتمامها بالتراث، وجدت  عزيزي في الشعر وسيلة أخرى للتعبير عن أفكارها ورؤاها الفلسفية والعاطفية. ديوانها الشعري “نوارس الوقت” يُظهر عمق تجربتها الحياتية ويعكس نظرتها للعالم من حولها بتأمل وتفكر. كما أن عملها في مجال النقد يتجلى في كتابها “التلقي في النقد: البحوث الإعجازية نموذجًا”، حيث ركزت على استكشاف الأساليب النقدية الحديثة في قراءة النصوص الأدبية وكشف المعاني المخفية.

مشاركتها في المؤتمرات والندوات الدولية: تمت دعوتها للمشاركة في العديد من المؤتمرات والندوات داخل وخارج المغرب، بما في ذلك دول مثل موريتانيا، تونس، الجزائر، مصر، الكويت، البحرين، الإمارات، فرنسا، وإسبانيا. شاركت في مواضيع تتعلق بالتراث، الحكم الذاتي، والشعر الشعبي، وقدمت مداخلات علمية حول توثيق التراث والأرشفة الإلكترونية، مما جعلها واحدة من الأسماء البارزة في هذا المجال على المستوى الدولي.

أدوارها الاجتماعية والسياسية: على الصعيد الاجتماعي، شاركت عزيزي في قيادة العديد من الجمعيات التي تهدف إلى دعم المرأة والتنمية المجتمعية. كانت ناشطة في الحركة النسائية وعضوة سابقة في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان والجمعية المغربية لحقوق النساء. أيضًا، كانت عضوًا في مركز الإرشاد والاستماع للنساء ضحايا العنف في الدار البيضاء، ولها دور بارز في الدفاع عن حقوق النساء وتمكينهن من خلال التعليم والمشاركة السياسية.

في مجال السياسة، كانت  عزيزي من أوائل الموقعات على الوثائق التأسيسية لحزب الأصالة والمعاصرة، وشاركت في هيكلته، حيث شغلت مناصب قيادية داخل الحزب. كانت نائبة رئيسة منظمة نساء الأصالة والمعاصرة في البيضاء، وكذلك نائبة رئيس منتدى الأساتذة الجامعيين في الحزب. كما شاركت في الحياة السياسية المحلية كالنائبة الأولى لرئيس جماعة قرورية في الرحامنة، وكانت مستشارة بالمجلس الجهوي بجهة الدار البيضاء سطات.

شخصيتها وتوجهاتها الفكرية: تتميز الدكتورة سعيدة  عزيزي بشخصية ثائرة ومشاغبة فكريًا، فهي لا تخشى التعبير عن آرائها الصريحة، حتى وإن كانت تثير الجدل أحيانًا. تتحدى السائد والمألوف، مما يجعلها قادرة على تقديم رؤى جديدة واختراق حدود التفكير التقليدي. تميزت كذلك بشغفها العميق بالبحث والاستكشاف، سواء في مجال التراث أو النقد أو الشعر، وهو ما أكسبها مكانة مرموقة في الأوساط الأكاديمية والثقافية المغربية والدولية.

في النهاية، تمثل سعيدة  عزيزي نموذجًا للمرأة المغربية المثقفة والمبدعة، التي تجمع بين البحث العلمي، الإبداع الأدبي، والنشاط الاجتماعي والسياسي. لها  بصمة قوية في كل مجال من المجالات التي خاضتها، وتبقى مصدر إلهام للكثير من الباحثين والنساء في المغرب وخارجه.

 

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.