OCP

المغاربة يطلقون حملة “لا تجعلوا الحمقى مشاهير”: معا لدعم المحتويات الهادفة

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

فور تنمية

في خطوة تعكس وعيًا متزايدًا لدى الجمهور المغربي بخطورة بعض الممارسات الإعلامية على شبكات التواصل الاجتماعي، أطلق رواد مواقع التواصل حملة واسعة تحت وسم “#لا_تجعلوا_الحمقى_مشاهير”. تهدف الحملة إلى توجيه انتقادات لاذعة ضد بعض صناع المحتوى الذين يشتهرون من خلال تقديم مواد ترفيهية سطحية أو مثيرة للجدل دون تقديم أي قيمة فكرية أو ثقافية.

تأتي هذه الحملة في ظل تزايد المحتويات “اللامسؤولة” التي تجذب ملايين المشاهدات عبر مواقع مثل “إنستغرام” و”تيك توك” و”يوتيوب”. تعتمد هذه المحتويات غالبًا على الفضائح، أو المواقف الهزلية المبنية على الإحراج، أو الترويج لمعلومات غير دقيقة، مما يؤدي إلى شهرة سريعة لأصحابها على حساب المحتويات الهادفة التي تساهم في تثقيف الجمهور وتحفيز التفكير النقدي.

يشعر الكثير من المغاربة، خاصة من فئة الشباب، أن هذا النوع من المحتويات يغرق الفضاء الرقمي ويشغل الحيز الأكبر من اهتمام المتابعين على حساب المبدعين والمفكرين الذين يسعون لتقديم محتوى قيّم وهادف.

يركز المشاركون في الحملة على ضرورة تقليل التفاعل مع المحتويات التافهة أو المثيرة للجدل، ودعم صناع المحتوى الذين يقدمون مواد تهدف إلى التعليم، أو الإلهام، أو التوعية الاجتماعية والسياسية. وجاءت الدعوات واضحة من خلال منشورات وتغريدات تعبر عن رغبة الكثيرين في استعادة دور الإعلام الرقمي كأداة لنشر المعرفة والفن الحقيقي.

جاء في إحدى التغريدات:

“عندما ندعم الحمقى والمحتوى الفارغ، نساهم في تدمير الثقافة. دعونا نختار بحكمة من ندعمه ونشجع المحتوى الهادف الذي يبني العقول.”

تضع الحملة مسؤولية كبيرة على عاتق المتابعين، مشيرة إلى أن الجماهير هي التي تساهم بشكل أساسي في شهرة صناع المحتوى. كل مشاهدة، وإعجاب، وتعليق، هو تصويت ضمني على ما يستحق الانتشار. وبالتالي، فإن تركيز المتابعين على دعم المحتويات المفيدة، سواء كانت تعليمية أو ثقافية أو ترفيهية بناءة، سيساهم في تغيير الخريطة الإعلامية على الإنترنت.

هذا وانتقد المشاركون في الحملة ما أسموه بـ”الانحدار الثقافي”، مشيرين إلى أن الشهرة السريعة المبنية على محتويات سطحية تؤدي إلى تفريغ المجتمع من القيم الثقافية والفكرية. ولفتوا الانتباه إلى أن هذه الظاهرة لا تؤثر فقط على الإعلام الرقمي، بل تمتد لتؤثر على الوعي الجماعي للجمهور، خصوصًا الأجيال الناشئة التي تعتبر مواقع التواصل مصدرها الرئيسي للمعلومات والترفيه.

وقال أحد الناشطين:

“نحن نعيش في زمن تنتشر فيه التفاهة بسرعة الضوء، بينما المحتوى الجيد يعاني للوصول إلى جمهوره. يجب أن نتوقف عن المساهمة في هذه الفوضى.”

إلى ذلك تأتي هذه الحملة أيضًا في سياق أوسع يشمل انتقادات للإعلام التقليدي الذي يقوم أحيانًا بتسليط الضوء على بعض “المشاهير الحمقى” بدلاً من التركيز على قضايا حيوية. وطالب العديد من المغاربة في منشوراتهم الإعلام التقليدي بأن يكون جزءًا من الحل، من خلال تسليط الضوء على النماذج الهادفة والمحتويات القيمة.

رواد مواقع التواصل الاجتماعي  دعوا إلى دعم صناع المحتوى الجادين الذين يسعون إلى إحداث تغيير إيجابي في المجتمع من خلال نشر الثقافة والفكر والوعي. كما ناشدوا المؤسسات التعليمية والثقافية بأن تكون أكثر انخراطًا في الإعلام الرقمي، وتشجيع المبدعين والمثقفين على تقديم محتويات تتناسب مع تطلعات الشباب وتطلعات المجتمع ككل.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.