OCP

علماء من الرحامنة: – العلامة الاستاذ عبد السلام الخرشي بن محمد بن عباس البربوشي الرحماني المراكشي :

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

فور تنمية. ذ عبد الخالق مساعد

عبد السلام بن محمد بن عباس الخرشي الرحماني الأصل من أولاد ابراهيم ، المراكشي المولد والنشأة والمدفن، ولد عام 1362 ه الموافق 1943 م بحي ابن صالح، ولما بلغ سن الثالثة من عمره أدخله والده إلى كتّاب الحي عند الفقيه محمد الفيلالي المدعو (الطالب لكحل)، إلى أن حفظ القرآن الكريم حفظا تاما، بعد إعادته خمس مرات في خمس (سلكات).
وفي عام 1377ه/1957م التحق بمعهد ابن يوسف لينهل من معين علمائها الأجلاء، كما حضر بعض الدروس الاختيارية في بعض مساجد مراكش، وبعد حصوله على شهادة الباكلوريا التحق بكلية اللغة العربية بمراكش إلى أن حصل على شهادة الإجازة عام 1387ه/1967م، وكان الأول في الفوج المتخرج ،وقد توج الشيخ الرحالي الفاروق هذا التفوق بأن أجازه إجازة عامة بعالي سنديه: الأولى لصحيح البخاري، والثانية لصحيح مسلم…
كما انتسب إلى كلية الشريعة بفاس ودرس فيها، إلى أن حصل على الإجازة عام 1391ه/1971م، وفي عام 1422ه/2001م نال شهادة دبلوم الدراسات العليا من نفس الكلية…
كان عاشقا للكتاب، كثير المطالعة، يقتني منها الأجود والأنفس، إلى جانب المجلات العربية،مرتادا للمكتبات منقبا في الأكشاك
تولى التدريس بثانوية (دار المنبهي) للتعليم الأصيل الخاصة بالفتيات (ثانوية الزهراء حاليا)، ودرّس في المركز التربوي الجهوي خلال سنوات الثمانينات ،وله الفضل ان كنت احد طلبته بالمركز التربوي الجهوي ، ثم انتقل إلى كلية الآداب جامعة القاضي عياض إلى أن أحيل على التقاعد عام 1423ه/2003م…
عبد السلام الخرشي علامة وفقيه ومحدث واديب ، كان رحمه الله موسوعي الثقافة، فسيح أرجاء المعرفة، حسن السمت، جميل الخصال، حميد السجايا، مولعا بالعلم، حريصا على نشره، مدافعا عن الإسلام، ملتزما بتعاليمه في حياته الخاصة والعامة، يمثل الاتجاه السلفي في نقاوته وتفتحته واعتداله. شديد الغيرة على دين الله متفانيا في الدعوة إلى الله، متمسكا بالسنة النبوية
قال عنه شيخه الفاروق الرحالي: “إذا كان للمصريين خرشيهم – يعني شارح المختصر – فإن لنا خرشينا “.
يقصد عبد السلام الخرشي . وقد دأب على عقد مجلس علمي كل أسبوع طيلة عقدين
ومن مؤلفاته:
ـ فقه الفقراء والمساكين في الكتاب والسنة:
وهو رسالة جامعية من كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز فاس، وقد نالها بميزة مشرف جدا، وبعد وفاته أصدرت أسرته عام 2014م .
و كانت حصيلة دروسه وحاضراته التي يلقيها بكلية الاداب أعلاقا ونفائس وذخائر علمية، وقد تكفل مريدوه بعد وفاته بجمع ذلك كله بين دفتي كتاب، اختارت له كريمته هذا العنوان:
“طل الغمام من نفحات الخرشي عبد السلام”.
من مؤلفاته المخطوطة جزء في المداراة، وكتاب في أحوال النفس في السنة النبوية، وله تقييدات في الأدب، وله دروس ومواعظ ومحاضرات ذات قيمة علمية وأدبية رفيعة كثير منها مسجل.
وقال عنه الكاتب والمفكر المغربي عباس أرحيلة: (خِبْرتُه بنفوس مستمعيه، جعلتْ طرقُ أساليبه في التبليغ تتنوَّع تَبَعاً لتنوعَ مسالك القول من خلال النصوص الشاهدة والدالّة بقوة).
( أساليبُه في تقريب الحقائق من الأفهام لا يسع العقول والنفوس إلا أن تقتنعَ وتنفعل بها، تراه يطبعها بلغته الخاصة في الأداء والتصوير عن طريق التمثيل لها من واقع الحياة ومن خبرة مستمعيه؛ فتترقق الأفكارُ في انسياب عذْب لا يُخطئ طريقَه إلى العقول والقلوب. وقد رُزِقَ الرجلً بيانا سائغا واضحا مطبوعا بروح خَرْشِيَّةٍ همُّها تبليغ الفكرة مهما دقت وتشعّبتْ أقوال الناس فيها. فعبد السلام ممّن ينتقي واضحات النصوص بما يتكشَّفُ به المعنى دون عَنَت).
وقال: (عبد السلام نادر الشبيه بتكوينه وذاكرته، ودقته في الفهم وبراعته في التبليغ، نادر الشبيه في استقامته وتفانيه في نشر الثقافة الإسلامية في أبهى صورها، وأنصح حقائقها، وأجمل روائعها، وكل ذلك في منتديات عرفتْه لا حصرَ لها. هو قليل الشبيه في جعله القرآن الكريم والسنة النبوية وآداب العرب في معانيه الراقية في محفل متناغم مع حركة الحياة، لا تستقيم دنيا البشر بغيرها).
توفي رحمه ليلة الخميس الثاني من شهر ذي القعدة 1432ه الموافق 29 شتنبر 2011م، ودفن بمقبرة باب دكالة وشيعه الآلاف من محبيه ورفقائه وتلامذته في جنازة متواضعة لشخص شمخ بتواضعه، شيعه علماء وقراء ودعاة وأدباء وسياسيون ومفكرون وممثلو السلطات وأعيان التجار والحرفيين ورجال الأعمال أبرزهم الدكتور لحسن وجاج، والشيخ المربي محمد زهرات، والقارئ الشهير عمر القزابري، والشيخ الواعظ محمد العدناني، والأستاذ الدكتور توفيق عبقري، والشيخ المقرئ عبد الكبير أكبوب، والمقرئ الدكتور عبد الرحيم نابلسي، والأستاذ الدكتور أحمد متفكر، والحاج محمد شاكر صديق الفقيد.
ورثاه الدكتور الحاج لطفي الياسيني من فلسطين:
عذرا مراكش……….. قد زادت تعازينا
عبد السلام اديب …………من غوالينا
من ارض قدسي اتيت اليوم وا.. حزني
ابكي عليه …. ودمعي….. بحر قزوينا
بكيت عليه سماء القدس …… وانتحبت
من ارض اقصاي …….. افئدة الملاينا
يا من سبقت….. الى الفردوس مرتحلا
عند النبي ………… واصحاب ميامينا”.
قال فيه الشيخ أبو عامر عادل بن المحجوب رفوش اقرب اصدقائه إليه :
عبد السلام، ومن في الصدق ضاهاه؟
وفي سلامة صدر تلك بشراه
هذي القبور للقياه مهللة
فقد عهدناه يرجو الله يخشاه
ما بح صوت امرئ لله داعية
كبح ذاك الفتى الخرشِي بدعواه
يرصع القول باستدلالِ ذي حكم
وينظم الدر وعظا من ثناياه
ويجهد الفكر في نصح لأمته
نهيا ونأيا ولا يرتاح مسعاه
مات التذوقُ للآداب إذ رُمستْ
تلك السجايا وحين القبر واراه
مات الشعور بأشعار ينمقها
بحفظه الفذ، ما كنا لننساه
أين التراجم للأعلام في سير
أمثال خرشينا أو من له جاه
أين التقاييد عن شيخ ومعلمة
تخلد المجد للأجيال عقباه
الموت أن تعفو الأطلال دارسةً
ومن يؤرخ لذي الإيمان أحياه
ها قد نصحت وقلبي لا يكاد على
عبد السلام تصون الدمعَ عيناه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.